فإن ميزه عن المشاركات في الجنس القريب فقريب وإلاّ فبعيد. وإذا نسب إلى ما يميزه فمقوم وإلى ما يميزه عنه فمقسِّم،.................
وحينئذ يندفع الإشكال بحذافيره[1]. قوله: [فقريب] كالناطق بالنسبة إلى الإنسان، حيث ميزه عن المشاركات في جنسه القريب وهو "الحيوان". قوله: [فبعيد] كالحسّاس[2] بالنسبة إلى الإنسان حيث ميزه عن المشاركات في الجنس البعيد وهو "الجسم النامي". قوله: [وإذا نسب...آه] الفصل له نسبة إلى الماهية التي هو مخصص ومميز لها ونسبة إلى الجنس الذي يميز الماهية عنه من بين أفراده، فهو بالاعتبار الأول يسمى "مقوّماً"[3]؛ لأنه جزء الماهية ومحصّل لها، وبالاعتبار الثاني يسمى "مقسِّماً[4]" لأنه بانضمامه إلى هذا الجنس وجوداً يحصل قسماً وعدماً يحصل قسماً آخر كما ترى في تقسيم الحيوان إلى الحيوان الناطق وإلى الحيوان الغير الناطق.
[1]قوله: [بحذافيره] أي: بأسره وتمامه أو بجوانبه، جمع حذفور كعصفور وعصافير كذا في القاموس. (تحفة)
[2]قوله: [كالحساس بالنسبة إلى الإنسان] ههنا إشكال وهو أن الحساس كما أنه مميّز للإنسان عن مشاركاته في الجنس البعيد وهو الجسم النامي، كذلك الناطق أيضا مميّز له؛ فإن الحساس كما يميز الإنسان عن النباتات بالمشاركة في الجسم النامي، كذلك الناطق أيضا يميزه عنها؛ فإن الناطق فصل قريب وقد صدق عليه تعريف الفصل البعيد فلم يكن مانعا. ويمكن الجواب عنه بأن قيد "فقط" معتبر بعد قول المصنف: ½والبعيد¼، فحاصل تعريف الفصل البعيد ما يميز عن المشاركات في الجنس البعيد فقط، والفصل القريب و إن كان مميزا عن المشاركات في الجنس البعيد إلا أنه مميز عن المشاركات في الجنس القريب أيضا. فافهم. (تحفة)
[3]قوله: [قوله يسمّى مقوّما] أي: فهو فصل مقوّم لذلك الشيء بمعنى أنه داخل في قوامه وجزء له. (تحفة)
[4]قوله: [يسمّى مقسِّما] أي: فهو فصل مقسِّم لذلك الشيء بمعنى أنه محصل قسم له فالناطق إذا نسب إلى ما يميزه كالإنسان يكون مقوِّما له، وإذا نسب إلى ما يميزه عنه كالحيوان يكون مقسِّما له؛ لأنه إذا نسب إلى الحيوان وانضم إليه صار حيوانا ناطقا وهو قسم من الحيوان، وكذلك النامي إذا نسب إلى ما يميزه أي: الجسم النامي يكون مقوّما له، وإذا نسب إلى ما يميزه عنه كالجسم كان مقسما له. (الخبيصي)