عنوان الكتاب: شرح التهذيب

........................................................

والعرض العام، وبالجملة[1] الكليُّ الذي هو عرضي لأفراده إما لازم أو مفارق؛ إذ لا يخلو إما أن يستحيل انفكاكه عن معروضه[2] أو لا فالأول[3] هو الأول والثاني هو الثاني، ثم اللازم ينقسم بتقسيمين أحدهما أنّه أيْ لازم[4] الشيء إما لازم له بالنظر إلى نفس الماهية مع قطع النظر عن خصوص وجودها في الخارج أو في الذهن، وذلك بأن يكون هذا الشيء بحيث كلما تحقق في الذهن أو في الخارج كان هذا اللازم ثابتا له، وإما لازم له بالنظر إلى وجوده، أي: إلى خصوص[5] وجوده الخارجي أو الذهني، فهذا القسم[6] بالحقيقة قسمان، فأقسام اللازم


 



[1]قوله: [بالجملة] خبر مقدم لقوله: ½الكلي الذي¼ إلى آخر القول ½يدوم¼، فالمعنى أن هذا الكلام متلبّس بجملة ما في المتن من قوله: ½كل منهما¼ إلى قوله ½يدوم¼. فافهم، واحفظ؛ فإنه لا بد للمبتدئين. (تحفة)

[2]قوله: [عن معروضه] سواء كان ماهية من حيث هي هي، أو موجودا أو ذهنا أو خارجيا. ولله در الشارح حيث اختار المعروض على الماهية كما اختار المصنف الشيء على الماهية. (تحفة)

[3]قوله: [فالأول] قيل الحصر باطل؛ فإنه يجوز أن يكون العرض غير صادق على معروضه دائما ويمكن صدقه عليه، وفيه أن اللازم والمفارق قسمان للخاصة والعرض العام، وهما قسما الكلي بالنظر إلى أفراده النفس الأمرية، وما لا يصدق عليه شيء لا يُعَدّ فردا وإن أمكن صدقه عليه فافهم. (تحفة)

[4]قوله: [أي لازم الشيء] إنما قال: ½الشيء¼ دون الماهية؛ لأن تقسيم اللازم حينئذ فاسد في الظاهر؛ فإن مؤدي الكلام حينئذ أن لازم الماهية إما لازم الماهية أو لازم الوجود الخارجي أو الذهني، فيلزم تقسيم الشيء إلى نفسه وإلى غيره وهو كما ترى وإذا قيل لازم الشيء في المقسم فلا يفسد التقسيم فإن المقسم حينئذ لازم الشيء مطلقا، والقسم الأول لازم الماهية من حيث هي هي، والقسم الثاني لازم الماهية الموجودة من حيث إنه موجود في الذهن أو الخارج. (تحفة)

[5]قوله: [إلى خصوص وجوده الخارجي...إلخ] إشارة إلى أن المراد بالوجود المعرَّف باللام في قوله: ½أو الوجود¼ الوجود الخاص أي: الخارجي أو الذهني لا الوجود مطلقا. (تحفة)

[6]قوله: [فهذا القسم بالحقيقة قسمان...إلخ] دفع لِمَا يكاد ان يتوهم أن المصنِّف لِمَ عدل عن القسمة الثلاثية المشهورة التي هي لازم الوجود الخارجي ولازم الوجود الذهني ولازم الماهية إلى الثنائية التي هي لازم الماهية ولازم الوجود. حاصل الدفع: ما عدل عنه بل عبّر عن القسمين الأخيرين بعبارة واحدة للاختصار، فلازم الوجود عام شامل للازم الوجود الذهني ولازمِ الوجود الخارجي. (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304