عنوان الكتاب: شرح التهذيب

مقدمة........................................

قوله: [مقدمة[1]] أي هذه مقدمةٌ[2] بيّن فيها أمور ثلاثة: "رسم المنطق"، و"بيان الحاجة إليه"، و"موضوعه"، وهي مأخوذة من "مقدمة الجيش"، والمراد منها ههنا[3] إن كان الكتاب


 



[1]قوله: [مقدمة] اختلف هل تاؤها للنقل من الوصفية إلى الاسمية؛ لأنها في الأصل صفة ثم نقلت إلى مقدمة الكتاب أو العِلم، فألحقت التاء بها لهذا النقل ومعنى كون التاء للنقل من الوصفية إلى الاسمية: أن اللفظ إذا صار بنفسه إسما لغلبة الاستعمال بعد ما كان وصفا كانت إسميته فرعا عن وصفيته فيشبه بالمؤنث؛ فإن المؤنث فرع المذكر فتجعل التاء علامةً للفرعية كما جعلت تاء علامةً للدلالة على كثرة العلم في قولهم: ½رجل علامة¼ بناء على أن كثرة الشيء فرع عن تحقق أصله. (حسن العطار)

[2]قوله: [أي هذه مقدمة] يعني: أنها خبر مبتداء محذوف جريا على مقتضى الأصل في كلٍ من المبتداء والخبر. ومنهم مَن جعله مبتداء محذوف الخبر، أي: المقدمة في رسم المنطق والحاجة إليه وموضوعه. وأورد عليه: أن قوله: ½مقدمة¼ نكرة بلا تخصيص لا يصح أن يخبر عنها. وأجيب عنه بوجوه، منها: أنه مخصوصة بجعل التنوين فيها للتعظيم أو التقليل، والأول ناظر إلى كثرة فوائدها ووفور عوائدها. والثاني إلى قلة ألفاظها ووجازة كلماتها، ومنها: أنها يقدر الخبر المحذوف قبلها، أي: ½في رسم المنطق والحاجة إليه وموضوعه مقدمة¼ فهو نظير قولك: ½في الدار رجل¼، ومنها: أن ذلك مبني على ما ذكره جمع من المحققين من أن مدار صحة الأخبار عن النكرة على الفائدة لا على ما ذكروه من التخصيصات التي تحتاج في توجيهاتها إلى الاعتبارات الركيكة و التكلفات الواهية، فعلى هذا يجوز ½شجرة سجدت¼ و½كوكب انقض الساعة¼ وأمثالهما. ولا يجوز ½رجل قائم¼ ونظائره. ثم اعلم أن المشهور بين الجمهور أن المقدمة ههنا بكسر الدال ليكون اسم الفاعل، لكن عند الشارح المختار بـ"فتح الدال" كما يدل عليه كلامه: ½قُدّمت أمام المقصود¼. للمناسبة بين معنى المقدمة اللغوي والاصطلاحي ظاهرة؛ فإن طائفة الكلام أو المعاني لما استحقت أن يكون إمام سائر الكلام أو المعاني قدّمت وأطلقت عليها المقدمة كمقدمة الجيش. (قم بزيادة)

[3]قوله: [المراد منها ههنا] إنما قال: ½ههنا¼؛ لأن المقدمة في مباحث القياس يطلق على "قضية" جعلت جزء قياسٍ أو حجة وقد يطلق ويراد بها"مايتوقف عليه صحة الدليل" فيتناول مقدمات الأدلّة وشرائطِها كالإيجاب الصغرى وفعليتها، وكلية الكبرى في الشكل الأول مثلا. كذا ذكره السيد السند الشريف الجرجاني. (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304