عنوان الكتاب: شرح التهذيب

........................................................

وهذا مرادُ[1] من فسّره بالطريق المستوي والصراط المستقيم، ثم المراد به إما نفس الأمر[2] عموماً أو خصوص ملة الإسلام[3]،.................


 



[1]قوله: [هذا مراد من فسّره...إلخ] دفع إيرادٍ يرد على المحقّق الدواني حيث فسّر قول المصنف: ½سواء الطريق¼ المستوي والصراط المستقيم، تقريره أن هذا التفسير يشتمل على تكلفات ثلاثة، لأنه جعل السواء بمعنى الاستواء، ثم استعمله بمعنى المستوي ثم جعل الإضافة من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف، ولايخفى أنه مع مخالفة اللغة تكلف وتعسف أيضا. فأجاب من جانبه بقوله: "وهذا مراد...إلخ". ومُحصّل الجواب: أن هذا التفسير ليس ترجمة اللفظ وبيان أصل التركيب حتى يكون مُفضيّا إلى التكلّفات الثلاثة المذكورة، بل هو إشارة إلى أن سواء الطريق كناية عن الطريق المستوي ولامضايقة فيه؛ فإنه يصحّ تفسير طويل النجاد بطويل القامة. فسواء الطريق بمعنى وسط الطريق وهو كناية عن الطريق المستوي.   (تحفة)

[2]قوله: [نفس الأمر عموما] يعني: المراد بسواء الطريق إما نفس الأمر عموما أي: حقيقة الأمر بعمومه سواء كان ملّة الإسلام أو غيره، (أي: العقائد الحقّة الحاصلة من الأنظار الصحيحة و بداهة العقل السالمة عن شوائب الأوهام، ولو كانت في الإسلام أو في غيره) ليشمل علمي الكلام و المنطق اللذين يبحث في هذا الكتاب عن مسائلهما أو خصوص ملّة الإسلام فيكون تلميحا على قوله تعالى: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ [الفاتحة:٥] (قم)

[3]قوله: [أو خصوص ملة الإسلام] "خصوص" بالرفع خبر مبتدأ، أي: أو المراد به ملة الإسلام الخاصة، فإضافة "الخصوص" إلى "ملة الإسلام" من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف، مثل: أخلاق ثياب، وفي بعض النسخ "خصوصا" بالنصب معطوفا على "عموما" أي: يخص نفس الأمر خصوصا. وحينئذ قوله: "ملة الإسلام" إما مرفوع على الإبتدائية، أي: هو ملة الإسلام، أو منصوب بتقدير "أعني". واعلم أن الطريقة المخصوصة الثابتة من النبي تسمّى من حيث الانقياد له "دينا" ومن حيث إنه يُملئ (أي: يُنشَاء، والإملاء بمعنى الإنشاء) ويبين للناس "ملة" ومن حيث يردها الواردون و المتعطّشون إلى زُلال نَيْل الكمال "شرعا" و"شريعة". والدين يضاف إلى الله وإلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى آحاد الأئمة عليهم الرحمة، والملّةُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى الأئمة. نحو: ﴿فَٱتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ [آل عمران:٩٥]، ﴿وَٱتَّبَعۡتُ مِلَّةَ ءَابَآءِيٓ [يوسف:٣٨] ولا تكاد توجد مضافة إلى الله ولا إلى آحاد أمة النبي صلى الله عليه وسلم ولا تستعمل إلا في حملة الشرائع دون آحادها لا يقال: ملة الله ولا يقال: ملتي وملة زيد كما يقال: "دين الله ودين زيد". (قم بتصرف)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304