عنوان الكتاب: شرح التهذيب

فصل: القياس إما برهاني...............................

أو تلك ثم يبطل ثانياً عليّة كل حتى يستقرّ على وصفٍ واحدٍ فيستفاد من ذلك كون هذا الوصف علة، كما يقال: علة حرمة الخمر إما الاتخاذ من العنب أو الميعان أو اللون المخصوص أو الطعم المخصوص أو الرائحة المخصوصة أو الإسكار لكن الأول ليس بعلة لوجوده في الدبس بدون الحرمة، وكذلك البواقي ما سوى الإسكار بمثل ما ذكر فتعين الإسكار للعلية. قوله: [القياس...إلخ] القياس[1] كما ينقسم باعتبار الهيئة والصورة إلى الاستثنائي والاقتراني بأقسامهما كذلك ينقسم[2] باعتبار المادة إلى الصناعات الخمس أعني البرهان والجدل والخطابة والشعر والمغالطة، وقد تسمى سفسطة أيضا؛ لأنّ مقدماته[3] إما أن تفيد تصديقاً أو تأثيراً آخر غير التصديق أعني التخيـيل الثاني[4] الشعر والأول إما أن يفيد ظناً[5] أو جزماً فالأول الخطابة


 



[1]قوله: [القياس] هذا بيان الصناعات الخمس، وهي أقسام الدليل باعتبار مادّته كما أن الأقسام السابقة أقسام باعتبار صورته. (تحفة)

[2]قوله: [فكذلك ينقسم...إلخ] إن قلت: لِمَ قدّم مباحث الصورة على مباحث المادة، مع أن العكس أنسب؛ إذ المادة مقدّمة على الصورة؛ لكونها معروضة للصورة. قلتُ: لأن الصورة أشرف من المادة؛ فإن الشيء من الصورة بالفعل ومن المادة بالقوة فللصورة تقدّم بالشرف على المادة؛ لأن القياس ينتج على تقدير تسليم المقدمات إذا كانت الصورة صحيحة وإن كانت المادة فاسدة كما هو الظاهر في قولنا: "زيد حجر وكل حجر ناطق فزيد ناطق"، بخلاف ما إذا كانت الصورة فاسدة؛ فإنه حينئذ لا ينتج وإن كانت المادة صحيحة كما إذا قلنا: كل إنسان حيوان وبعض الحيوان صاهل. ينتج: بعض الإنسان صاهل. (تحفة)

[3]قوله: [لأن مقدماته...إلخ] وجه ضبط الصناعات الخمس وانقسام القياس إليها بحسب المادة. (تحفة)

[4]قوله: [الثاني الشعر] مثل: الخمر ياقوتية سيالة، والعسل مرة مهوّعة، وهذه المقدمات التي تفيد التخييل كثيرا ما يأخذه الشعراء في أشعارهم. (تحفة)

[5]قوله: [إما أن يفيد ظنّا...إلخ] الظن هو الطرف الراجح، والجزم ما لا يحتمل النقض. (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304