الحمد لله الذى هدانا سواء الطريق وجعل لنا التوفيق خير رفيق، والصلوة والسلام على من أرسله هدًى هو بالاهتداء حقيق، ونوراً به الاقتداء يليق وعلى آله وأصحابه الذين سعدوا في مناهج الصدق بالتصديق، وصعدوا في معارج الحق بالتحقيق. وبعد! فهذا غاية تهذيب الكلام في تحرير المنطق والكلام وتقريب المرام من تقرير عقائد الإسلام. جعلته تبصرةً لمن حاول التبصر لدى الإفهام، وتذكرة لمن أراد أن يتذكر من ذوي الأفهام، سيما الولدَُِ الأعزّ الحفي الحري بالإكرام، سمي حبيب الله عليه التحية والسلام، لا زال له من التوفيق قوام، ومن التأيـيد عصام وعلى الله التوكل وبه الاعتصام. القسم الأول في المنطق، مقدمة العلم إن كان إذعاناً للنسبة فتصديق وإلاّ فتصور، ويقتسمان بالضرورة والاكتساب بالنظر وهو ملاحظة المعقول لتحصيل المجهول. وقد يقع فيه الخطأ فاحتيج إلى قانون يعصم عنه في الفكر وهو المنطق. وموضوعه المعلوم التصوري والتصديقي من حيث إنه يوصل إلى مطلوب تصوري فيسمى معرفاً أو تصديقي يسمى حجة. دلالة اللفظ على تمام ما وضع له مطابقة وعلى جزئه تضمن وعلى الخارج التزام ولا بد فيه من اللزوم عقلاً أو عرفاًً، وتلزمهما المطابقة ولو تقديراً ولا عكس، والموضوع إن قصد بجزئه الدلالة على جزء معناه فمركب إما تام خبر أو إنشاء وإما ناقص تقييدي أو غيره، وإلاّ فمفرد وهو إن استقل فمع الدلالة بهيئته على أحد الأزمنة الثلاثة كلمة وبدونها اسم وإلاّ فأداة، وأيضاً إن اتحد معناه فمع تشخصه وضعاً علَم وبدونه متواط إن تساوت أفراده ومشكك إن تفاوتت بأولية أو أولوية، وإن كثر فإن وضع لكل ابتداء فمشترك وإلاّ فإن اشتهر في الثاني فمنقول ينسب إلى الناقل وإلاّ فحقيقة ومجاز. فصل: المفهوم إن امتنع فرض صدقه على كثيرين فجزئي وإلاّ فكلي امتنعت أفراده أو أمكنت ولم توجد أو وجد الواحد فقط مع إمكان الغير أو امتناعه أو الكثير مع التناهي أو عدمه. فصل: الكليان إن تفارقا كلياً فمتباينان وإلاّ فإن تصادقا كليا من الجانبين فمتساويان ونقيضاهما كذلك أو من جانب واحد فأعم وأخص مطلقاً ونقيضاهما بالعكس. وإلاّ فمن وجه وبـين نقيضيهما تباين جزئي كالمتباينين، وقد يقال: الجزئي للأخص من الشيء وهو أعم. والكليات خمس، الأول: "الجنس" وهو المقول على كثيرين مختلفين بالحقائق في جواب ما هو؟ فإن كان الجواب عن الماهية وعن بعض مشاركاتها هو الجواب عنها وعن الكل فقريب كالحيوان وإلاّ