عنوان الكتاب: شرح التهذيب

الأجوبة المرشدة  عن أسئلة الطلبة المتردّدين في تحصيل القواعد المنطقية

 المعروف: بـ"استخدام علم المنطق في الكتب المعتبرة"

إنّ علم المنطق من العلوم التي قد استمرّ تعلّمها وتدريسها في المدارس الدينية إلى عصرنا هذا. ولكن نجد بعض الطلبة يكرهون هذا العلم ويستصعبونه ويقولون: ½هذا العلم غير ضروري، ومسلط علينا، لا فائدة فيه، لا يستعمل في حياتنا العمليّة، ولا في الكتب المعتبرة فلِمَ نحن نُدرَّس هذا؟

فأردنا أن نضيف موضوعاً علميّاً على أهمية علم المنطق إلى حاشية شرح التهذيب، فنقول: أيّها الطلبة الكرام! إنّ علم المنطق ضروري لنا في بقاء الحياة العلمية والعملية. ولوسلّمنا أنه قد سُلِّط علينا من قِبَل اليونان ولكن هذا باعتبار التدوين والاصطلاحات المروّجة فقط، لا برسوخه ونفوذه؛ لأن طبائع أسلافنا راسخة في هذا العلم، وعقولهم سليمة الفكر ومنزّهة عن الخطاء في النظر -وهو مقصود المنطق- بغير التعلّم كأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين وغيرهم، بفضل الله والنبي صلى الله عليه وسلم. وإذا شاع الإسلام في البلاد العجميّة هجم عليه أهل الكفر والزندقة بِلُغة المنطق المصطلح المروّج. فوجب على علماء الإسلام ردُّهم بمثله وبدلائل العقلية خالصة. فاهتمّ العلماء بهذا الأمر فدَرّسوا المنطق وألّفوا كُتُبا في هذا الفن، ونصحوا أتباعَهم ليستمرّوا على هذا النهج بعدهم.

ولكن اعلموا أن تعلّمهم وتعليمهم إياه بقدرالضرورة وبنية صالحة ولتثبيت عقائد المسلمين، لا بغرض فاسد أو لتعمّق في المنطق والفلسفة. هلمّ جرا حتى جاء عصرنا وارتقت العلومُ وتشكلّت في صورة جديدة (يقال في زماننا: سائنس) فمال الناسُ إليها وتركوا العلوم القديمة كالمنطق والفلسفة، لكن الكُتب التي صُنِّفتْ في العلوم الدينية كعلم الفقه، وأصول الفقه، والتفسير، وأصول التفسير، وعلم الكلام وغيرها مملوئة باصطلاحات المنطقية والفلسفيّة، فلهذا جعل العلماءُ تعليم المنطق والفلسفة ضروريا ولازما في المدارس الدينية. وعلى الأقل واجب على الطلبة أن يحفظوا مصطلحات وتعريفات من علم المنطق بحيث إذا جاء اصطلاح في كُتُب الفنون فهموا معناه ومفهومه بغير تأمل؛ كي يستفيدوا بكتب الأكابر. كما نبّه على هذا الحافظ المفتي الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن وكشف الغشاوة عن وجه ضرورته بهذه العبارة:


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304