عنوان الكتاب: شرح التهذيب

فصل: الكليان إن تفارقا كلياً فمتباينان وإلاّ فإن تصادقا كليا من الجانبين فمتساويان

وكالنفوس الناطقة[1] على مذهب الحكماء. قوله: [والكليان...إلخ] أي كل كليين[2][3]


 



[1]قوله: [كالنفوس الناطقة] على مذهب الحكماء القائلين بقدم العالم وعدم التناسخ كـ"أرسطو" وأتباعه فإذا كان نوع الإنسان قديما ويكون لكل بدن نفس يلزم أن يكون النفوس الناطقة المفارقة عن الأبدان غير متناهية، وفي لفظ آخر فإنهم قالوا: بأن العالَم قديم لا أول له، وكل ما لا أول له لا آخر له فيكون العالَم عندهم لا أول له و لا آخر له، فيكون النفوس الناطقة غير متناهية العدد عندهم لا بمعنى أنها داخلة تحت الوجود مرة واحدة غير متناهية، حتى يرد أن ما أنضده الوجود لا بد أن يكون متناهيا بل بمعنى أنها لا تصل إلى حدّ لا يوجد بعده نفس ناطقة بل كلّما وجدت أيضا بعدها نفس ناطقة إلى ما لا نهاية له كالأعداد، فإنها لا تصل إلى حد لا يوجد بعده عدد بل كل مرتبة يصل إليها يمكن وصولها إلى ما بعدها إلى غير النهاية، وهكذا الحال في معلومات الباري تعالى. أما عند القائلين بقدم العالم مع التناسخ فإنها عندهم متناهية كما لا يخفى؛ لأن التناسخ انتقال النفس الناطقة إلى بدن أخر بعد مفارقة من بدن الأول. واللام على الحكماء للعهد الخارجي. (قم، تحفة بزيادة)

[2]قوله: [كل كليين...آه] يعني: أن اللام في قوله: ½الكليان¼ للاستغراق، فيعمّ جميع الكليات. وفيه أن الكلام أنما في الكليات التي لها مصداق في الخارج. ولم يعتبر النسبة بين الجزئيين ولا بين الجزئي والكلي؛ لأن النسبة بجميع أقسامها الأربعة لا تتصوّر بين الجزئيين ولابين الجزئي والكلي، أما الأول فلأن الجزئيين إما أن يكونا متباينين فيكون بينهما التباين فقط، سواء كانا من أفراد كلي واحد كـ"زيد وعمرو" أو لا كـ"زيد وهذا الفرس" أو متحدين فيكون بينهما التساوي فقط كـ"زيد وهذا الإنسان" ولا يتصور كون الجزئي أعمّ من الجزئي الآخر، وأما الثاني فلأن الكلي إما أن يكون مباينا للجزئي ولا يكون الجزئي فردا لهذا الكلي فيكون بينهما نسبة التباين كـ"زيد وفرس" وإما أن يكون أعمّ ويكون الجزئي فردا منه فيكون بينهما نسبة العموم والخصوص مطلقا سواء كان الكلي منحصرا في هذا الفرد كـ"هذه الشمس ومفهومه" أو لا كـ"زيد وإنسان" ولا يتصور التساوي والعموم من وجه، فالنسبة بأقسامها الأربعة لا يكون إلا بين الكليين فلذا جعل مقسما وقال: ½الكليان¼. (تحفة)

[3]قوله: [كل كليين] الفرق بين الكلّ والكلي بوجوه: منها أن الكل مقوم لجزئياته، ومنها أن أجزاء الكل متناهية وجزئيات الكلي غيرمتناهية، ومنها أن الكل لا يحمل على أجزائه والكلي يحمل على جزئياته، فلا يقال: ½البيت جدار¼ ويقال: ½الإنسان زيد¼. ثم اعلم أنما سمّى الجزئي جزئيا والكلُ كليا، لأن الجزئيَّ كل للكلي والكليَّ جزء للجزئي غالبا، كالإنسان؛ فإنه جزء لزيد حيث أنه مركب منه ومن التشخص الخارجي وكالحيوان؛ فإنه جزء للإنسان حيث إنه حيوان ناطق وهكذا الجسم النامي جزء للحيوان والجسم المطلق جزء له والجوهر جزء له ولا شك أن كلا من الكل والجزء منسوب إلى الأخر ضرورة أن تحقق مفهوم كل منهما أنما هو بالنسبة إلى الأخر فالجزئي كل منسوب إلى الجزء، والكلي جزء منسوب إلى الكل. هذا. (قم)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304