ببنيّة وبرهان[1]، ولا يخفى لطفه[2]. قوله: [الذي هدانا] "الهداية" قيل: ½هي[3] الدلالة الموصلة أي الإيصال إلى المطلوب¼، وقيل: ½هي[4] إراءة الطريق الموصل إلى المطلوب¼، والفرق[5] بين هذين المعنيين أنّ الأول يستلزم الوصول إلى المطلوب بخلاف الثاني، فإنّ الدلالة على ما يوصل إلى المطلوب لا يلزم أن تكون موصلةً إلى ما يوصل، فكيف توصل إلى المطلوب؟. والأول[6] منقوض بقوله تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيۡنَٰهُمۡ فَٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡعَمَىٰ عَلَى ٱلۡهُدَىٰ﴾ [حم السجدة:١٧]؛ إذ
[1] قوله: [ببيّنة وبرهان] لأنها من القضايا الفطرية، وهي عبارة عن القضية التي قياسها معها مثل: الأربعة زوج. (تحفة)
[2]قوله: [ولا يخفى لطفه] إذا مرجع ضمير"ه" إلى كلامه: "كدعوى الشيء ببينة وبرهان" فمعنى قوله: ½لا يخفى لطفه¼ باعتبار ما جلب للمسمّى بالله من قيودات إلى صحة حصر الحمد المطلق في حقه. وإذا مرجعه إلى "توجيهه" فمعنى"لطف ذلك التوجيه"، ولعل ذلك افتخار منه؛ فإنه لا سابق له على ذلك على ما يعلم والعلم عندالله.(قم بتصرف)
[3]قوله: [هي] أي: الهداية وهذا المعنى للهداية عند المعتزلة. والحصر المستفاد من"هي" هو مدار النقض. يعني مشير إلى أنه منقوض بكلام الله تعالى فلا حصر لهذا المعنى، كما سيأتي. (قم، تحفة بتصرف)
[4]قوله: [هي إراءة الطريق الموصل...إلخ] أي: الهداية و هذا المعنى للهداية عند الأشاعرة. (تحفة)
[5]قوله: [الفرق بين...إلخ] حال الفرق بين هذين المعنيين بحسب الجلي من النظر استلزام الأول لوصول إلى المطلوب بخلاف الثاني إما بحسب النظر الدقيق فالخصوص و العموم بأن الوصول لازم للمعنى الأول لكونه مطاوعا للإيصال كالانكسار للتكسير، فيكون أخص فيختص بالمؤمن بخلاف الثاني فإن الدلالة على ما يوصل أي: الطريق، لايستلزم الوصول إليه فضلا عنه إلى المطلوب فيكون أعم فيشمل المؤمن و الكافر جميعًا. (تحفة)
[6]قوله: [الأول منقوض...إلخ] بيان طريق الانتقاض بالآية، وحاصله أنه: لو كان معنى الهداية الإيصال إلى الحق لكان معنى الآية حينئذ أن ثمود أوصلناهم إلى الحقّ فاستحبّوا الضلالة على الرشاد لاستلزام الإيصال الوصول؛ فإن المراد من الإيصال، الإيصال بالفعل لا بالقوة ولا المطلق حتى يقال: إنه لا يستلزم الوصول، إذ الأول هو معنى إراءة الطريق بعينه والثاني لا ينافيه وليس بمراد قطعا. (قم)