عنوان الكتاب: شرح التهذيب

........................................................

في العلوم هي المحصورة الأربع لا غير، وذلك لأنّ المهملة والجزئية متلازمان إذ كلما صدق الحكم على أفراد الموضوع في الجملة صدق على بعض أفراده وبالعكس فالمهملة مندرجة تحت الجزئية، والشخصية لا يبحث عنها بخصوصها[1]؛ لأنه لا كمال في معرفة الجزئيات لتغيرها وعدم ثباتها بل إنما يبحث عنها في ضمن المحصورات التي يحكم فيها على الأشخاص إجمالاً[2]، والطبعية لا يبحث عنها في العلوم أصلاً، فإنّ الطبائع الكلية من حيث نفس مفهومها


 



[1]قوله: [بخصوصها] أي: بالذات وبالاستقلال، أي بالنظر إلى أنها شخصية لأن مفادها معرفة أحوال موضوعتها وهي الجزئية، والجزئيات متغيرة آنا فانا فلا ثبات لأحوالها، ولا كمال للنفس الناطقة في معرفة أحوالها؛ فإنا إذا عرفنا من زيد قائم أنه على صفة القيام وهو لا يستمرّ على هذه الصفة البتة، فيصير تلك المعرفة جهلا بعد زمان. فإن قيل: إن الشخصية قد تقوم مقام الكلية فتصير كبرى الشكل الأول نحو: هذا زيد وزيد إنسان، فهذا إنسان. فيبحث عنها بخصوصها أيضا، قلنا: إن الشخصية قد تقوم مقام الكلية في الظاهر؛ لأن المحمول في"هذا زيد" زيد بحسب الظاهر وأما بحسب الحقيقة فالمحمول هو مسمى بـ"زيد"؛ لأن الجزئي لا يقع محمولا فيكون موضوع الكبرى هو مسمى بزيد وهو ليس بجزئي فهي تصلح لكبروية الشكل الأول، فقولنا: زيد حيوان ليس شخصية في الحقيقة بل كلية فالشخصية لا يبحث عنها بخصوصها. (تحفة)

[2]قوله: [إجمالا] فالبحث عن قولنا: "كل إنسان حيوان" مثلا، وإن كان بحثا حقيقة عن الحقيقة الكلية متضمن للبحث عن الجزئيات أيضا؛ فإن الحكم بالحيوانية على الإنسان راجع إلى زيد وعمرو وغيرهما. (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304