عنوان الكتاب: شرح التهذيب

الأوليات والمشاهدات والتجربيات والحدسيات والمتواترت والفطريات، ثم إن كان الأوسط مع عليته للنسبة في الذهن علة لها في الواقع فلمي وإلاّ فإني،

وإن لم تكن كذلك بل حاصلاً من كثرة التجارب فهي التجربيات، وقد علم بذلك حدّ كل واحد منها. قوله: [الأوليات] كقولنا: الكل أعظم من الجزء[1]. قوله: [والمشاهدات] أما المشاهدات الظاهرة فكقولنا: الشمس مشرقة والنار محرقة، وأما الباطنة كقولنا: إنّ لنا جوعاً وعطشاً. قوله: [والتجربيات] كقولنا: السقمونيا مسهل للصفراء. قوله: [والحدسيات] كقولنا: نور القمر مستفاد[2] من نور الشمس. قوله: [والمتواترات] كقولنا: مكة موجودة. قوله: [والفطريات] كقولنا: الأربعة زوج[3] فإنّ الجكم فيه بواسطة لا تغيب عن ذهنك عند ملاحظة أطراف هذا الحكم وهو الانقسام بمتساويـين. قوله: [ثم إن كان...آه] الحدّ الأوسط في البرهان بل في كل قياس لا بد أن يكون علة............................................


 



[1]قوله: [الكل أعظم من الجزء] فإن مَن تَصوّرَ معنى الكل والجزء ونسبة الأعظمية بينهما لا يكون محتاجا في الحكم، فالجزم بالأعظمية في أمر آخر بل تصورهما مع تصور تلك النسبة كاف فيه، فلا يرد ما هو المشهور من أن الجزء قد يكون أعظم من الكل كما وقع في الخبر أن للجهنمي ضرسة مثل أحد ووجه عدم الورود أن هذه الشبهة ناشية عن القصور في الكل والجزء؛ فإن الكل هو المجموع أعني: ضرسه مع سائر بدنه لا ما سوى ضرس، ولا شك أن المجموع أعظم من جزئه فقط. (تحفة)

[2]قوله: [نور القمر مستفاد...إلخ] لأنه باختلاف تشكلاته النورية بحسب أوضاعه من الشمس قربا وبعدا ينتقل الذهن منها عن غير فكر وترتيبِ مقدمات إلى المطلوب والمذكور، أعني: نور القمر مستفاد من نور الشمس. (تحفة)

[3]قوله: [الأربعة زوج] وذلك، لأنك إذا تصوّرت الأربعة والزوج، فقد تصورت انقسامهما بمتساويين في الحال ورتّبت في ذهنك أن الأربعة منقسمة بمتساويين وكل منقسم بمتساويين فهو زوج، فهي قضية قياسها معها في الذهن. (قم)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304