حقيقة للمتعجب ثم ينسب عروضه إلى الإنسان بالعرض[1] والمجاز[2]، فافهم[3]. قوله: [المعلوم التصوري] اعلم أنّ موضوع المنطق هو المعرِّف والحجة أما المعرِّف فهو عبارة عن المعلوم التصوري لكن لا مطلقاً بل[4] من حيث إنه يوصل إلى مجهول تصوري كالحيوان الناطق الموصلِ إلى تصور الإنسان، وأما المعلوم التصوري الذي لا يوصل إلى مجهول تصوري فلا يسمى معرفاً، والمنطقي لا يبحث عنه كالأمور الجزئية المعلومة من زيد وعمرو. وأما الحجة فهي عبارة عن المعلوم التصديقي لكن لا مطلقاً أيضاً بل من حيث إنه يوصل إلى مطلوب تصديقي كقولنا: ½العالَم متغير وكل متغير حادث¼ الموصلِ إلى التصديق بقولنا: ½العالَم حادث¼، وأما ما لا يوصل كقولنا: ½النار حارة¼ مثلاً فليس بحجة، والمنطقي لا ينظر فيه بل يبحث عن المعرِّف والحجة من حيث إنهما كيف ينبغي[5] أن يترتبا حتى يوصلا إلى المجهول.
[1]قوله: [بالعرض] أي: بواسطة العرض الذي هو التعجب. (تحفة)
[2]قوله: [والمجاز] أي: المجاز العقلي؛ لأن الضاحك حقيقة متعجب ليس إنسانا لكن يقال: ½الإنسان ضاحك¼ فإسناد الضحك إلى اللإنسان بالمجاز. (منه)
[3]قوله: [فافهم] لعلّه إشارة إلى أنهم يتسامحون في العبارة كثيرا فيذكرون مبدأ المحمول كالتعجب والضحك والكتابة ويريدون بها المحمولات المشتقة منها، وإلا فالعارض للشيء يكون محمولا عليه خارجا عنه، والتعجب ليس بمحمول على الإنسان. وإنما يتسامحون لئلا يتبادر منه الذات وهو ليس بعارض بل هو المعروض. (تذهيب)
[4]قوله: [بل من حيث أنه يوصل...إلخ] فموضوع المنطق هو المعلومات التصورية والتصديقية من حيث كونهما موصلتين إلى مجهول فلا يبحث فيه منها من حيث إنها موجودة أو غير موجودة، جواهر أو أعراض، مطابقة لما في نفس الأمر أو غير مطابقة له؛ فإن البحث منها بهذه الحيثيات ليس من وظائف المنطق بل العلم الإلهي أي: العلم الكلام. (تحفة)
[5]قوله: [كيف ينبغي أن يرتبا] اعلم أن الترتيب في المعرِّف هو أن يُقدّم العامّ على الخاصّ وفي الحجة
أن يقدّم الصغرى على الكبرى والترتيب على الأول استحساني وفي الثاني ضروري. وقوله: ½ينبغي¼ شامل لهما ولهذا آثره على "يجب". (تحفة)