قوله: [والصلوة] وهي بمعنى الدعاء[1] أي طلب الرحمة، وإذا أسند إلى الله تعالى يُجرّد عن معنى الطلب ويراد به الرحمة مجازاً[2]. قوله: [على من أرسله] لم يصرّح باسمه عليه السلام تعظيما وإجلالاً[3] وتنبيها على أنه فيما ذكر من الوصف بمرتبة لا يتبادر الذهن منه إلاّ إليه،
[1]قوله: [وهي بمعنى الدعاء] هذا مبني علي ما هو المشهور عند الجمهور من أن الصلوة حقيقةٌ في الدعاء، مجازٌ في غيره، فلا يرد أن الرحمة معنى لغويّ للصلوة فكيف يصحّ قوله: ½ويراد به الرحمة مجازا¼. (تحفة)
[2]قوله: [ويراد به الرحمة مجازا] فهو لأن الرحمة حقيقةً عبارةٌ عن رقّة القلب بحيث يقتضي الإحسان بمن يرقّ له، فإسنادها إلى الله تعالى ليس بصحيح؛ لتنزيهه عن القلب، فلا بد من أن يراد منها غايتها وهي الرحمة والإحسان مجازا. وبهذا يؤوّل سائر الكيفيات النفسانية المنسوبة إليه تعالى،كالغضب والإنتقام. وهذا معنى قول أهل العرفان: ½خذوا الغايات واتركوا المباديء¼. (تحفة بتصرف)
[3]قوله: [تعظيما وإجلالاً] هذه علة ونكتة لمجرّد عدم التصريح، فإن قلت: يلزم منه أن لا يصرّح باسم الله عزوجل بالطريق الأَوْلى فإن عظمته وجلاله فوق عظمة الرسول. فقلتُ: إن في عدم التصريح باسمه صلّى الله عليه وآله وسلّم والتصريح باسمه تعالى اتّباع النصّ؛ لأن الله تعالى لم يصرّح بإسمه صلّى الله عليه وآله وسلّم في آية الصلوة، وهي ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ﴾...إلخ [الأحزاب:٥٦]. وصرّح باسمه عزّ وجلّ في آية التحميد. وهي ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الفاتحة:١]. وأما نكتة التعبير عن الحضرة المحمديّة صلّى الله عليه وآله وسلّم بكلمة"مَن" الإبهامية هي الإشارة إلى أنه الفرد الكامل لهذا الجنس. وكأنه أطلق العام و أراد به الخاص تنبيها على أن هذا الخاص هو الفرد الكامل، بحيث لا يتبادر الذهن منه
إلا إليه وكيف لا يكون كذلك؟ وهو السبب لوجود العالَم، ولتعظيمه أُمرِت الملائكةُ أن يسجدوا لآدم عليه السلام كما يدل عليه الأخبار. (قم، تحفة بتصرف)