عنوان الكتاب: شرح التهذيب

هو بالاهتداء حقيق،.....................................

يراد بالهدى هداية الله حتى يكون فعلاً لفاعل الفعل المعلّل به[1] أو حال عن الفاعل[2] أو عن المفعول[3] وحينئذ[4] فالمصدر بمعنى اسم الفاعل أو يقال: أطلق على ذي الحال مبالغة[5] نحو: "زيد عدل". قوله: [بالاهتداء] مصدر مبني للمفعول[6] أي بأن يُهتدٰى به، والجملة صفة


 



[1]قوله: [يراد بالهدى هداية الله حتى يكون فعلا...إلخ] وذلك لأنه اشتهر بين النحاة: أن حذف اللام من المفعول له لا يجوز إلاّ إذا كان فعلا لفاعل الفعل المعلّل به، أي: بالمفعول به وهو الله تعالى ههنا، فلا بد أن يكون المراد بالهداية هدايته تعالى، حتى يكون فاعلهما متحدين. (قم)

[2]قوله: [حال عن الفاعل] أي: فاعل"أرسله" وهو الضمير المستتر الراجع إلى الله تعالى. فيكون المعنى: "أرسل الله النبيَ حال كونه تعالى هاديا". (قم)

[3]قوله: [أو عن المفعول] هذا أَولى من الأول؛ لأن المقام الصلوة على النبي عليه السلام. وأيضا قد علم كونه تعالى هاديا من قوله: ½الحمد لله الذي هدانا¼ فلا ضرورة للإعادة. وفي بعض النسخ "بل عن المفعول" بدل "أو" ووجه الترقي: أن المقام مقام الصلوة على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم. (تذهيب، تحفة، بتصرف)

[4]قوله: [وحينئذ] أي: حين كون هدى حالا سواء كان عن الفاعل أو عن المفعول لا بد أن يجعل المصدر أي: هدي بمعنى الهادي لأن الحال يكون محمولا على ذي الحال في الحقيقة ولايصحّ حمل المصدر على شيء حملَ الخبر أو حمل الصفة أو حمل الحال؛ لأن المصدر وصف محض، وليس متغايرا عن الذات. فكل ما يتوهم في الظاهر أنه من هذا القبيل فمبني على التجوز إما في الكلمة أو الإسناد. (منه)

[5]قوله: [مبالغة] أي: لقصد المبالغة، وهو أَولى لأن المجاز حينئذ عقلي أي: المجاز في النسبة، والمجاز في النسبة أبلغ من المجاز في الطرف، كما مرّ. ولأن معناه أن زيدا مثلا صدر عنه العدل كثيرا، حتى صار كأنه عين العدل. (ملخّص من الحواشي)

[6]قوله: [مصدر مبني للمفعول] لا الفاعل؛ لأن الاهتداء بمعنى"راه يافتن" ((یعنی: راہ پانا)) والله سبحانه منزه عنه، والرسول جلّ برهانه هادٍ لا مهتدٍ فنسبة الاهتداء بجنابه لا يخلو عن سوء الادب. فإن قيل: الاهتداء فعل لازم فكيف يصحّ أن يقال: إن الاهتداء مصدر مبني للمفعول؟ فقلتُ: قد قدّر الشارح لفظ "به" بعد الاقتداء فيكون الاقتداء متعدّيا بالباء فصحّ القول بأنه مبني للمفعول. (تحفة بتصرف)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304