عنوان الكتاب: شرح التهذيب

الثالث "الفصل" وهو المقول على الشيء في جواب أيّ شيء هو في ذاته؟  

كالجنس السافل[1] أو جنس متوسط ونوع متوسط معاً كالجسم النامي[2]، ثم اعلم أنّ المصنف رحمه الله تعالى لم يتعرض للجنس المفرد[3] والنوع المفرد إما لأنّ الكلام فيما يترتب والمفرد ليس داخلاً في سلسلة الترتيب وإما لعدم تيقن وجودهما[4]. قوله: [أيّ شيء] اعلم أنّ كلمة "أيّ" موضوعة في الأصل ليطلب بها ما يميز الشيء عما يشاركه فيما أضيف إليه هذه الكلمة


 



[1]قوله: [كالجنس السافل] كالحيوان فإنه نوع متوسط؛ لأن فوقه نوعا هو الجسم النامي وتحته نوعا هو الإنسان وليس بجنس متوسط؛ لأنه وإن كان فوقه جنس لكن ليس تحته جنس بل تحته نوع سافل. (تحفة)

[2]قوله: [كالجسم النامي] إذ فوقه جنس وتحته أيضا جنس، وهما نوعان أيضا فيكون جنسا متوسطا ونوعا متوسطا معاً. (تحفة)

[3]قوله: [لم يتعرض للجنس المفرد والنوع المفرد] المراد بالجنس المفرد هو الجنس الذي لا جنس فوقه كما لا جنس تحته، والنوع المفرد كذلك هو النوع الذي لا نوع فوقه ولا نوع تحته، فعدم تعرض المصنِّفِ للأجناس والأنواع المفردة إما لأن كلامه فيما يترتب متصاعدا أو متنازلا، والمفرد باعتبار انقطاعه من فوق ومن تحت ليس داخلا في سلسلة الترتيب، وإما لعدم تيقّن وجودهما. فإن قلت: إن ما ذكر من الوجه الأول يقتضي أن لا يذكرهما غير المصنّف؛ فإن كلامهم أيضا فيما يترتب فما وجهه؟ قلت: لعل وجهه أن الأفراد باعتبار عدم الترتيب داخل في سلسلة الترتيب ففيهما ملاحظة الترتيب عدما كما أن في غيرهما ملاحظته وجودا. (قم)

[4]قوله: [لعدم تيقن وجودهما] اعلم أنهم لمّا نظروا إلى مفهوم الجنس المفرد والنوع المفرد وجدوها صالحا لأن يقع في نفس الأمر، لكنهم لمّا تصفحوا للمثال لم يتهيأ لهم مثال في الواقع ففرضوه ليسهل به التفهيم والتفهم فمثال الجنس المفرد "العقل" إذا فرض أن الجوهر ليس جنسا له بل هو عرض عام والعقول العشرة الداخلة تحته مختلفة الحقائق أنواع لكن كلا منها منحصر في فرد واحد كالشمس، ومثال النوع المفرد"العقل" أيضا إذا فرض أن الجوهر جنس للعقل وليس للجوهر جنس والعقول العشرة أشخاص له متفقة الحقيقة، فوجودهما ليس بمتيقن فإن هذين الفرضين يمتنع اجتماعهما في الواقع وإلا يلزم اجتماع المتنافيين. (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304