فصل[1]: المفهوم........................................
هو غير موضوع له يسمى[2] مجازاً، ثم اعلم أنّ المنقول لا بد له من ناقل من المعنى الأول المنقول عنه إلى المعنى الثاني المنقول إليه، فهذا الناقل إما أهل الشرع أو أهل العرف العام أو أهل عرف واصطلاح خاصٍ كالنحوي مثلاً، فعلى الأول يسمى منقولاً شرعياً[3] وعلى الثاني منقولاً عرفياً[4] وعلى الثالث اصطلاحياً[5]، وإلى هذا أشار[6] بقوله: ½ينسب إلى الناقل¼. قوله: [المفهوم] أي ما حصل[7].......
[1]قوله: [قول المصنف: ½فصل المفهوم...إلخ¼] هذا أوان الشروع في القِسم الأوّل من المقصود وهو المسائل التصورية، ولمّا كان له المباديء وهي مباحث الكلية ومقاصدُ وهي مباحث المعرِّفات وكان الواجب تقديم المباديء على المقاصد قدّمها عليها فقال: ½فصل المفهوم...إلخ. (تحفة)
[2]قوله: [يسمّى مجازا] المجاز مصدر ميمي استعمل بمعنى اسم الفاعل ثم نقل إلى اللفظ الذي تجاوز عن المعنى الأول إلى المعنى الثاني، أو ظرف مكان ويوجه بأن المتكلم جاز في هذا اللفظ عن معناه الأصلي إلى معنى آخر فهو محل الجواز. (تحفة)
[3]قوله: [يسمّى منقولا شرعيا] كالصلوة؛ فإنها كانت في الأصل موضوعة للدعاء ثم نقلها الشارع إلى أركان مخصوصة وترك استعمالها في الدعاء عند قيام القرينة. (تحفة)
[4]قوله: [منقولا عرفيا] كالدابّة؛ فإنها كانت في الأصل موضوعة في اللغة لكل ما يدبّ على الأرض، ثم نقلها العرف العامّ من هذا المعنى و وضعوها لذوات القوائم الأربع بحيث يتبادر منه هذا الإطلاق. (تحفة)
[5]قوله: [اصطلاحيا] كالكلمة؛ فإنها في الأصل موضوعة لمعنى "الجرح" ثم نقله النحاة إلى اللفظ الموضوع له للمعنى المفرد، وكالاسم؛ فإن معناه الموضوع له هو "العلو" ثم في اصطلاح النحاة منقول إلى ما دلّ على معنى في نفسه غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة. (تحفة)
[6]قوله: [أشار بقوله] ولا يخفى عليك حسن هذا القول حيث يظهر منه أقسام المنقول باسمائها مع اختصار الكلام وتقريب المرام فافهم. (تحفة)
[7]قوله: [ما حصل في العقل] ينبغي أن يُعلَم أوّلا أن حصول شيء في الذهن على نحوين: حصول اتصافيٌّ أصلي تترتب عليه الآثار، وحصول ظرفي ظلّي لا تترتب عليه الآثار. مثلا: إذا تصوّرتَ كفر الكافر
حصل في ذهنك صورة كفره الذي هو العلم وصرتَ بقيامها بذهنك عالما به وتترتب عليه آثار العلم به، ولمّا كان العلم عين المعلوم كان كفره أيضا حاصلا في ضمن تلك الصورة حصولا ظرفيا غير موجب للاتصاف بالكفر، وهو الوجود الظلي للمعلوم الذي لا تترتب عليه آثار ذلك المعلوم. وعلى هذا قياس حصول الماهية في ضمن الفرد في الخارج وأن المعنى هي الصورة الذهنية تطلق على العلم وعلى المعلوم لحصول كلٍ منهما في الذهن. الأول: بوجود أصلي والثاني: بوجود ظلي، والمنقسم للكلي والجزئي هوالمعنى الثاني بناء على أنهما صفتان للمعلوم. ثم أن تلك الصورة يقال لها: ½معنى¼ من حيث قصدها باللفظ، ومفهوما من حيث فهمها منه. فقول المصنِّف: ½المفهوم إن امتنع...إلخ¼ مراده به الصورة الذهنية بالمعنى الثاني. وسرّ التعبير بالمفهوم دون المعنى أن هذا تقسيم له باعتبار حصوله في الذهن ولو بوجهٍ مَّا. والمراد بالمفهوم المفردُ، كما قُيّد به في الشمسية ولقول الشيخ في الشفاء: ½إن المنقسم للكلي والجزئي أنما هو المفرد¼. و"أل" في المفهوم للجنس لِما صرّحوا به أن "أل" الداخلة على المقسم للجنس كالداخلة على المعرف؛ لأن التقسيم للمفهوم وجعلها استغراقية يقتضي إرادة الأفراد من المقسم وهو منافٍ لغرض التقسيم فإنه ضم مختص إلى مشترك. (حسن العطار)