عنوان الكتاب: شرح التهذيب

........................................................

لحصول العلم[1] بالنسبة الإيجابية أو السلبية المطلوبة في النتيجة، ولهذا يقال له: الواسطة في الإثبات والواسطة في التصديق، فإن كان مع ذلك واسطة في الثبوت أيضاً أي علة لتلك النسبة الإيجابية أو السلبية في الواقع وفي نفس الأمر كتعفن[2] الأخلاط[3] في قولك: ½هذا متعفن الأخلاط وكل متعفن الأخلاط فهو محموم فهذا محموم¼ فالبرهان حينئذٍ يسمى البرهان اللمّي[4] لدلالته على ما هو لِمُّ الحكم وعلتُه في الواقع، وإن لم يكن واسطةً في الثبوت يعني لم يكن علةً للنسبة في نفس الأمر فالبرهان حينئذٍ يسمى برهان الإنّيّ[5] حيث لم يدل إلاّ على إنّية الحكم وتحقّقه في الذهن دون علته في الواقع،........................................................


 



[1]قوله: [لحصول العلم] أي: في الذهن كالتغير؛ فإنه علة لحصول الحكم بحدوث العالَم في الذهن، فهو واسطة إثبات الحكم والتصديق. (تحفة)

[2]قوله: [كتعفّن الأخلاط] فإن تعفن الأخلاط كما أنه علة لثبوت الحمى في الذهن كذلك علة لثبوته في الواقع أيضا على ما يظهر بالمراجعة إلى كتب الطب. (تحفة)

[3]قوله: [الأخلاط] جمع خلط وهي السوداء والصفراء والبلغم والدم، وتعفنها خروجها عن الاستقامة.  (الدسوقي)

[4]قوله: [برهان اللمّيّ] فاللمي ما ينتقل فيه من العلة إلى المعلول، مأخوذ من ½لِمَ¼ الذي يُسئل به عن علة الشيء وأصله ½لما¼ حذفت الألف لما هو المقرر من أن الجار إذا دخل على ما الاستفهامية حذفت ألفها فرقا بينها وبين ½ما¼ الموصولة، قال تعالى: ﴿لِمَ أَذِنتَ لَهُمۡ [التوبة:٤٣]، ﴿عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ [النبأ:١] ثم شددت الميم للنقل، أو لئلا يكون بنائه أقل من ابنية الاسم، ثم الحقت آخره الياء المشددة للنسبة كما في ½الإني¼. (قم)

[5]قوله: [برهان الإنّيّ] يعني: لأنه يدل على إنية الحكم وتحقّقه في الواقع لا على العلية فيه. فالإني ما ينتقل فيه من المعلول إلى العلة، مأخوذ من ½إنّ¼ التي هي إحدى الحروف المشبهة بالفعل لدلالته على معنى التحقق أو من ½أنا¼ الموضوع للمتكلم لدلالته على التعيين والتحقق وتشديد النون على هذا كما مرّ في اللمي. (قم)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304