ذلك البيان والتشبيه[1]، وقد عرفت النكتة[2] في التسامح في تعريف الاستقراء، ونقول ههنا[3]: كما أنّ العكس يطلق على المعنى المصدري أعني التبديل وعلى القضية الحاصلة بالتبديل كذلك التمثيل يطلق على المعنى المصدري وهو التشبيه والبيان المذكوران وعلى الحجة التي يقع فيها ذلك التشبيه والبيان، فما ذكره تعريف للتمثيل بالمعنى الأول[4]، ويعلم المعنى الثاني بالمقايسة، وهذا كما عرَّف المصنف العكس بالتبديل وقس عليه الحال فيما سبق في الاستقراء..........
[1]قوله: [ذلك البيان والتشبيه] وكل واحد منهما معلوم تصوري لا تصديقي كما لا يخفى، وقد جعل معرِّفا للتمثيل الذي هو قسم من الحجة. وهذا وجه التسامح. (تحفة)
[2]قوله: [وقد عرفت النكتة] أي: النكتة اللطيفة في التسامح، وهي الإشارة إلى أن التسمية بهذا ومرّ أن الحجة بالتمثيل ليس على سبيل الارتجال بل على سبيل النقل، وقد عرفت توجيه الإشارة في ما سبق. فافهم. (تحفة بتصرف)
[3]قوله: [نقول ههنا] أي: في تعريف التمثيل بل في تعريف الاستقراء أيضا، أي: في دفع التسامح الذي تراه أي بحسب الظاهر في تعريفهما، ومثله أنه كما أن للعكس معنيين اصطلاحا بأحدهما تصور وبالثاني قضية كذلك لكل من الاستقراء والتمثيل معنيان بأحدهما تصور وبالثاني حجة. أما المعنى الأول للاستقراء فهو التصفح المذكور، والثاني الحجة التي يقع فيها ذلك التصفح، والمعنى الأول للتمثيل هو البيان المخصوص أو التشبيه المسطور، والمعنى الثاني الحجة التي يقع فيها ذلك البيان والتشبيه، وكل منهما بالمعنى الأول ليس من أقسام الحجة بل من التصورات، فلا بأس بتعريفه بالتصور والمصنّف لما أراد أن يعرِّف ما هو التصور فعرّف الاستقراءَ بالتصفح المذكور والتمثيلَ بالبيان المسطور ولا مسامحة فيه كما لا يخفى. نعم! لو كان مراده بكل منهما ما هو قسم من الحجة لكان تعريفه بما ذكر محمولا على المسامحة. (تحفة)
[4]قوله: [تعريف للتمثيل بالمعنى الأول] بقي شيء هو أن المصنف لم يذكر المعنى الثاني، فالجواب أنه يُعلم بالمقايسة. نعم! ترك التعريف بالمقايسة غير مستحسن، سيّما إذا كان المذكور مقصودا بالتبع والمتروك مقصودا بالذات؛ لأنه في صدر بيان أقسام الحجة فكان عليه أن يعرّف ما هو من أقسامها. (تحفة)