وقد يقال "المباديء" لما يبدأ به قبل المقصود، و"المقدمات" لما يتوقف عليه الشروع بوجه البصيرة وفرط الرغبة كتعريف العلم وبيان غايته وموضوعه،
فالأستاذ[1] صرح باعتبار الثاني، فعدم اعتبار الأول تحكم[2]، وههنا زيادة كلام لا يسعه المقام. قوله: [وقد يقال المباديء...آه] إشارة إلى اصطلاح آخر في المباديء سِوى ما تقدم، وضعه ابن حاجب في "مختصر الأصول" حيث أطلق المباديء على ما يبدأ به قبل الشروع في مقاصد العلم، سواء كان داخلاً في العلم فيكون من المباديء المصطلحة السابقة كتصور الموضوع والأعراض الذاتية والتصديقات التي يتألف منها قياسات العلم، أو خارجاً يتوقف عليه الشروع ولو على وجه الخبرة، ويسمى مقدمات كمعرفة الحدّ والغاية والموضوع. والفرق بين المقدمات والمباديء بهذا المعنى مما لا ينبغي أن يشتبه؛ فإنّ المقدمات خارجة عن العلم لا محالة بخلاف المباديء[3]. فتبصّر.........................................................
[1]قوله: [فالأستاذ] جلال العلماء صرح بجواز أن يكون المحمول أخص من موضوع العلم لصحة إرجاعه إلى العرض الذاتي بالمفهوم المردد، فعدم اعتبار الأول وهو كون المحمول أعم من موضوع العلم والأعم منه مساوي الأقدام في جواز إرجاعه إلى العرض الذاتي له، فاعتبار أحدهما دون الآخر ترجيح بلا مرجح. (تحفة)
[2]قوله: [تحكم] أي: دعوى بلادليل أو ترجيح بلا مرجّح. (تحفة)
[3]قوله: [بخلاف المباديء] فإنها لا يلزم أن تكون خارجة عن العلم؛ لجواز أن يكون ما يبدأ به قبل الشروع
في مقاصد العلم داخلا في العلم، فإن المباديء أعم من أن تكون داخلة أو لا، فالمباديء أعم مطلقا من المقدمات، وعلى تفسير المقدمة بما يعين في تحصيل الفن تكون المقدمات أعم. (تحفة)