عنوان الكتاب: شرح التهذيب

الحفي الحري بالإكرام، سمي حبيب الله[1] عليه التحية والسلام، لا زال له من التوفيق قوام، ومن التأيـيد عصام، وعلى الله التوكل وبه الاعتصام.    

قوله: [الحفي[2]] الشفيق. قوله: [الحري] اللائق. قوله: [قوام] أي ما يقوم به أمره. قوله: [التأيـيد] أي التقوية من الأيد بمعنى القوة[3]. قوله: [عصام] أي ما يعصم به أمره من الزلل[4]. قوله: [وعلى الله] قدم الظرف ههنا لقصد الحصر[5] وفي قوله: "به" لرعاية السجع[6] أيضاً. قوله: [التوكل] هو التمسك بالحق والانقطاع عن الخلق. قوله: [والاعتصام] وهو التشبث والتمسك.


 



[1]قوله: [سمي حبيب الله عليه التحية والسلام] أي: المسمى بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم. (المشرق)

[2]قوله: [الحفي] صفة مشبهة مشتقة من حفا يحفو من الباب نصر ينصر. وقال في المفردات: و½الحفي¼ البرّ اللطيف. (قم بزيادة)

[3]قوله: [بمعنى القوة] القوة مصدر من "قوي"، كما أن التأييد مصدر من "أيد"؛ فإن مصدر فعَّل يجئ على التفعيل والتفعلة والأيد من الثلاثي المجرد بمعنى التقوية؛ فإن الترادف بين المجرّدين يستلزم الترادف بين المزيدَين. (تحفة)

[4]قوله: [ما يحفظ به أمره من الزلل] هذا معناه العرفي، ومعناه اللغوي"رباط القربة"، يقال: ½عصم القربةَ¼ أي: شدَّها بالعصام. (قم)

[5]قوله: [لقصد الحصر] فإن تقديم ما يستحق التأخير يفيد الحصر كما في قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ [الفاتحة:٤]، إلاّ أن تقديم ½به¼ لرعاية السجع أيضا فإنه يفوت السجع بتأخيره وهو ظاهر. (تحفة)

[6]قوله: [لرعاية السجع] السجع في اللغة: هدير الحمام ونحوها قال الشاعر:

حمامة جرعى حومة الجندل اسجعي                   فأنت مرئي من سعاد ومسمع

وفي الاصطلاح: ½هو تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف واحد في الآخر، وقد يقال: على الكلمة الأخيرة من الفِقرة باعتبار كونها موافقة للكلمة الأخيرة من الفِقرة الأخرى¼. وهذا مراد من قال: أن السجع في النثر كـ"القافية" في الشعر لا المعنى الأول؛ فإن القافية لا تطلق على تواطؤ الكلمتين من أواخر الأبيات على حرف واحد بل هو مقابل للتقفية. ثم المراد بالسجع أن يزاوج بين الفواصل ولا يتم ذلك في كل صورة إلا بالوقف والبناء على السكون. واعلم أن لا يقال في القرآن: "أسجاع"؛ لأن السجع في الأصل هدير الحمام ونحوها. بل يقال: "فواصل". (قم)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304