غير معلوم، وفي العدول عن لفظ "المعلوم" إلى "المعقول" فوائد، منها التحرز عن الاستعمال اللفظ المشترك[1] في التعريف، ومنها التنبيه على أنّ الفكر إنما يجري في المعقولات، أي الأمور الكلية[2] الحاصلة في العقل دون الأمور الجزئية، فإنّ الجزئي لا يكون كاسبا ولا مكتسبا[3]، ومنها رعاية السجع[4]. قوله: [فيه الخطأ] بدليل أنّ الفكر قد ينتهي إلى نتيجة
[1]قوله: [التحرز عن استعمال اللفظ المشترك] لأن العلم يطلق تارة على الصورة الحاصلة من الشيء في العقل وتارة على التصديق، وأيضا مشترك بين اليقين والظن والجهل المركب فوجب على المصنِّف التحرز عن استعمال لفظ المشترك لأن التعريف حينئذ يكون محتملا لغيره، فلا يظهر المراد على المخاطب ولا يحصل له فائدة التعريف. (تحفة بتغير)
[2]قوله: [الأمور الكلية] لمَّا كانت المعقولات شاملة للأمور الكلية والجزئية الغير المادّيّة فقط على مذهب وللجزئية المادّية أيضا على مذهب مع أن النظر لا يجري في الأمور الجزئية مادّية كانت أو غيرها، فسّر المعقولات بقوله: ½أي: الأمور الكلية الحاصلة في الذهن¼. (تحفة)
[3]قوله: [لا يكون كاسبا ومكتسبا] لأن الإدراك بالجزئيات هو الإحساس لا التعقل، كما علمتَ، وإنا إذا رجعنا إلى وجداننا علمنا بداهةً أن إحساس الجزئي وملاحظته لا يؤدي إلى إحساس جزئي آخر، ولا إلى إدراك كلي وكذلك الإحساس لا يؤدي إليه إحساس آخر ولا إدراك أمور كلية بالترتيب فالإحساس المتعلق بـ"زيد" مثلا يمتنع أن يكون مؤدّيا إلى إحساس متعلق بعمرو و هذا الفرسِ، ولا إلى إدراك كلي كالإنسان والأسد، وكذلك لا يمكن أن يؤدي إليه إحساس عمرو وبكر أو إدراك أمر كلي. وفي تعبير آخر: أن الجزئي لا ينتج معرفتُه غيره و لا معرفة غيره من الجزئيات معرفتَه، فالجزئي لا يعرِّف جزئيا آخر ولا يتعرف به. (تحفة)
[4]قوله: [رعاية السجع] عرّف تعريفه السيد الشريف الجرجاني في كتابه "التعريفات" ½السجع هو تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف واحد في الآخر، والسجع المتوازي هو أن يراعى في الكلمتين الوزن وحرف السجع كالمحيا والمجرى والقلم والنسم، والسجع المطرف هو أن تتّفق الكلمتان في حرف السجع لا في الوزن كالرميم والأمم¼. انتهى كلامه. ولا يخفى عليك أن في كلام المصنف السجع المتوازي حيث قال: ½و هو ملاحظة المعقول لتحصيل المجهول¼. (منه)