عنوان الكتاب: شرح التهذيب

وإلاّ فمن وجه وبـين نقيضيهما تباين جزئي...............

قوله: [وإلاّ فمن وجه] أي وإن لم يتصادقا كليا من جانبين و لا من جانب واحد أصلا فمن وجه. قوله: [تباين جزئي] التباين الجزئي هو صدق كل من الكليين بدون الآخر في الجملة[1][2] فإن صدقا أيضاً[3] معا كان بينهما عموم من وجه، وإن لم يصدقا معا أصلاً كان بينهما تباين كلي، فالتباين الجزئي يتحقق في ضمن العموم من وجه وفي ضمن التباين الكلي أيضاً، ثم أنّ الأمرين الذَين بينهما عموم من وجه قد يكون بين نقيضيهما أيضاً العموم من وجه، كالحيون والأبيض[4] فإنّ بين نقيضيهما وهما اللاحيوان واللاأبيض أيضاً عموماً من وجه، وقد يكون بين نقيضيهما تباين كلي كالحيوان واللاإنسان[5] فإنّ بينهما عموما من وجه وبين نقيضيهما وهما اللاحيوان والإنسان مباينة كلية[6] فلهذا[7] قالوا: إنّ بين نقيضي الأعم والأخص من وجه


 



[1]قوله: [في الجملة] أي: سواء لم يتصادقا أصلا ولم يتصادقا في بعض وتصادقا في بعض آخر. (تحفة)

[2]قوله: [في الجملة] أي: سواء كانا صادقين معاً أيضا كما يصدق كل منهما بدون الآخر أو لا يصدقان معا أصلا، فعلى الأول النسبة بينهما عموم وخصوص من وجه، وعلى الثاني التباين الكلي فالتباين الجزئي عموم وخصوص من وجه أو تباين كلي، فلا يرد أن التباين الجزئي نسبة أخرى سوى النسب المذكورة فبطل الحصر في الأربع. (تحفة)

[3]قوله: [فإن صدقا معا أيضا] أي: مع صدق كل منهما بدون الآخر. (تحفة)

[4]قوله: [كالحيوان والأبيض] فإن النسبة بينهما العموم من وجه وبين نقيضيهما أي: اللاحيوان واللاأبيض أيضا عموم من وجه فإنهما يصدقان معا في مادّة كما في الحجر الأسود ويتحقّق اللاحيوان بدون اللاأبيض في الحجر الأبيض ويتحقق اللاأبيض بدون اللاحيوان في الحيوان الأسود كالغراب. (تحفة)

[5]قوله: [كالحيوان واللاإنسان] فإن بينهما عموما من وجه؛ إذ يصدق كل منهما في الفرس ويصدق الحيوان بدون اللاإنسان في زيد ويصدق اللاإنسان بدون الحيوان في الحجر. (تحفة)

[6]قوله: [مباينة كلية] ضرورة امتناع صدق الخاص بدون العام. (تحفة)

[7]قوله: [فلهذا قالوا...آه] أي: لأن بين نقيضي الأمرين اللذين بينهما عموم من وجه قد يكون عموم من

وجه وقد يكون تباين كلي، فاختاروا اللفظ التباين الجزئي الشامل لكليهما لئلا ينتقض القاعدة في بعض الموادّ بذكر أحدهما بدون الآخر. (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304