أخص ونقيض الأخص أعم، يعني كل ما صدق عليه نقيض الأعم صدق عليه نقيض الأخص وليس كل ما صدق عليه نقيض الأخص صدق عليه نقيض الأعم، أما الأول[1] فلأنه لو صدق نقيض الأعم على شيء بدون نقيض الأخص لصدق مع عين الأخص فيصدق عين الأخص بدون عين الأعم، هذا خلف. مثلاً لو صدق اللاحيوان على شيء بدون اللاإنسان لصدق عليه الإنسان عينه ويمتنع هناك صدق الحيوان لاستحالة اجتماع النقيضين فيصدق الإنسان بدون الحيوان، وأما الثاني[2] فلأنه بعد[3] ما ثبت أنّ كل نقيض الأعم نقيضُ الأخص لو كان كل نقيض الأخص نقيض الأعم فكان النقيضان متساويين فيكون نقيضاهما وهما العينان متساويين لما مرّ، وقد كان العينان أعم وأخص مطلقاً، هذا خلف...............................................
[1]قوله: [أما الأول فلأنه...آه] توضيحه أنه كل ما صدق عليه نقيض الأعم في بعض المواد بدون نقيض الأخص فلا بد أن يصدق مع عين الأخص فيصدق حينئذ عين الأخص بدون عين الأعم لاستحالة اجتماع النقيضين فنقول: كل ما صدق عليه اللاحيوان ولا يصدق عليه اللاإنسان فيصدق عليه الإنسان للزوم ارتفاع النقيضين فيصدق الإنسان عليه بدون الحيوان لفرض صدق اللاحيوان واستحالة اجتماع النقيضين وهذا خلاف المفروض فإنا قد فرضنا بينهما عموما وخصوصا مطلقا فيصدق الحيوان على كل ما يصدق عليه الإنسان دون العكس. (تحفة)
[2]قوله: [وأما الثاني] وهو "ليس كل ما يصدق نقيض الأخص صدق عليه نقيض الأعم". (تحفة)
[3]قوله: [أما الثاني فلأنه بعد ما ثبت...إلخ] توضيحه أن نقيض الأخص أعم من نقيض الأعم بمعنى أنه ليس كل ما يصدق عليه نقيض الأخص يصدق عليه نقيض الأعم؛ فإنه قد ثبت أنه يصدق نقيض الأخص على كل ما يصدق عليه نقيض الأعم فلو كان نقيض الأعم أيضا يصدق على كل ما يصدق عليه نقيض الأخص لكان بين النقيضين تساو لتصادقهما على هذا التقدير، وقد مر أيضا أن نقيضي المتساويين يكونان متساويين فيكون نقيضا هذين النقيضين أي: العينان متساويين قد فرض بينهما عموم وخصوص مطلقا هذا خلف. (تحفة)