عنوان الكتاب: شرح التهذيب

والحقّ أنّ وجود الطبعي بمعنى وجود أشخاصه،.........

والمجموع أعني "زيداً الجزئي" يسمى جزئيا عقليا[1]. قوله: [والحق أنّ وجود الطبعي بمعنى وجود أشخاصه] لا ينبغي أن يشك في أنّ الكلي المنطقي غير موجود في الخارج فإنّ الكلية إنما تعرض للمفهومات في العقل، ولذا كانت من المعقولات الثانية، وكذا في أنّ العقلي غير موجود فيه، فإنّ انتفاء الجزء[2] يستلزم انتفاء الكل، وإنما النزاع في أنّ الطبعي كالإنسان من حيث[3] هو إنسان الذي تعرضه الكلية في العقل هل هو موجود في الخارج في ضمن أفراده[4]


 



[1]قوله: [يسمى جزئيا عقليا] فيه أيضا ضعف ظاهر؛ فإن الجزئيات لا تحصل في العقل كما مرّ، والحق أن ارتكاب القول بجريان هذه الاعتبارات في الجزئيات قياسا على الكليات لا يخلو عن تمحل. (تحفة)

[2]قوله: [فإن انتفاء الجزء...إلخ] فإن قلت: إن هذا غير مسلّم؛ فإنا إذا فرضنا مثلا أربعة أشياء، ثم إذا انتفى منه شيء واحد فلا يلزم انتفاء الكل، بل إنما يلزم انتفاء الجزء، والجواب: أنه لا يبقي الكل من حيث إنه كلٌّ عند انتفاء جزء من أجزائه، و لا شك أن الأربعة من حيث إنه أربعة قد انتفى بانتفاء واحد منها، كما ينتفي بانتفاء كل واحد من أجزائه، كيف ولو بقيت الأربعة مثلا بعد انتفاء جزء واحد منها لزم كونها مركبة من ثلث وحدات، كما أن الثلاثة مركبة منها، فلم يبق الفرق حينئذ بينه وبين الثلاثة، وهو بديهي البطلان. (تحفة)

[3]قوله: [كالإنسان من حيث هو إنسان...إلخ] يعنى أن الماهية المعروضة للكلية من حيث هي هي مِن غير عروض الكلية؛ لأن الماهية مع عروض الكلية ليست موجودة بالضرورة؛ لأن كل موجود في الخارج مشخّص ولا شيء من المشخص بمشترك بين كثيرين في الخارج. (تحفة)

[4]قوله: [في ضمن أفراده] الحاصل أن الكلي الطبعي لا وجود له في الخارج استقلالا باتفاق لأن الموجود في الخارج لا يكون إلا جزئيا، واختلف هل له وجود في خارج الأعيان في ضمن أفراده فيكون وجوده في الخارج تبعا؛ لأنه جزء للأفراد الموجودة وجزء الموجود موجود، وهذا قول جماعة وتبعهم الشارح. وذهب آخرون إلى أن الكلي الطبعي لا وجود له استقلالا ولا تبعا، واختاره بعض المحقّقين قائلا لا نسلّم أن الكلي جزء للجزئي الموجود في الخارج؛ إذ لو كان جزءا له للزم أن يحل الشيء الواحد في أمنكة متعدّدة في آن واحد؛ لأن الحيوان الكلي متحقق في زيد وعمرو وبكر المختلفي المكان والأوصاف، فيلزم أنه موجود في المشرق والمغرب، وأنه أسود وأبيض وطويل وقصير وحيّ وميّت وهذا باطل. فلذا كان التحقّق أن الكلي الطبعي أمر اعتباري لا وجود له خارجا أصلا، والموجود في الخارج جزئيات على صورة الكلي المرتسمة في العقل. وأما قولهم في تعريف زيد: ½إنه حيوان ناطق¼ فهو تعريف ماهيته الاعتبارية لا الحقيقة. (الدسوقي)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304