بالذات في هذا الفن هو البحث عنه وعن الحجة وعرّفه بأنه ما يحمل[1] على الشيء أي المعرَّف ليفيد تصور[2] هذا الشيء.........................
[1]قوله: [ما يحمل على الشيء... آه] إشارة إلى أن المقول في المتن بمعنى المحمول؛ لأنه متعدٍّ بـ"على" ولا يخفى أن المقصود الأصلي من المعرّف بالكسر تصور المعرّف بالفتح على وجه يكون منطبقا على المعرّف بالفتح انطباقا بالذات كما في تصوره بالكنه، أو بالعرض كما في تصوره بالوجه، وهذا لا ينافي الحمل، بل لا بد من الحمل حتى يحصل التصديق بثبوته، وإلا لما كان مرآة لملاحظة لكن ذلك الحمل ليس مقصود بالذات بل بالعرض، ولذا قالوا: إن ذكر المعرَّف ليس بضروري في التعريف وإنما يذكر لإحضاره، ويحمل التعريف عليه؛ ليفيد الاتحاد بوجه. واعلم أن قوله: ½لإفادة تصوره¼ فصل المعرِّف يمييزه عن سائر المحمولات التي تحمل على الموضوعات؛ لإفادة ثبوت صفة من الصفات لموضوعاتها. (تحفه)
[2]قوله: [ليفيد تصور هذا الشيء] في تعريف المعرِّف إيرادات: منها أن هذا التعريف صادق على الجنس والفصل والنوع. وجوابه أن المعرِّف يحمل على الأمر الواحد وهذه تحمل على الأمور مختلفة الحقائق كانت أو متفقها. منها أنه يصدق على اللزومات بالنسبة إلى لوازمها البيّنة بالمعنى الأخص إذا كانت بديهة. جوابه أن المقصود الأصلي من المعرّف بالكسر تصورالمعرّف بالفتح على وجه يكون منطبقا على المعرّف بالفتح انطباقا بالذات كما في تصوره بالكنه أو بالعرض كما في تصوره بالوجه و الملزومات بالنسبة إلى لوازمها البينة بالمعنى الأخص ليست بهذه المثابة. منها أنه يظهر من قوله: "لإفادة تصوره" أن المعرِّف علة لإفادة تصور المعرَّف وليس الأمر كذلك؛ فإنا كثيرا ما نذهل عن الرسوم والحدود مع بقاء تصور المرسومات والمحدودات وبقاء المعلول بدون العلة محال. وجوابه أن المعرّف غاية لإفادة تصور المعرّف لا علة له. منها أنه لا يصدق هذا التعريف على التعريف اللفظي. وجوابه أنه غير مفيد للتصور، أي: ليس فيه تحصيل مجهول من معلوم فليس بكاسب فلا يضر خروجه، وإنما يذكرونه تبعا واستطرادا. (تحفة)