عنوان الكتاب: شرح التهذيب

أو متصلتان أو منفصلتان أو مختلفتان إلاّ أنهما خرجتا بزيادة أداة الاتصال والانفصال عن التمام...................................

قوله: [أو متصلتان] كقولنا: كلما إن[1] كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، فكلما لم يكن النهار موجوداً لم يكن الشمس طالعة، فإنّ طرفيها وهما قولنا: "إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود"، وقولنا: "كلما لم يكن النهار موجوداً لم يكن الشمس طالعة" قضيتان متصلتان. قوله: [أو منفصلتان] كقولنا: ½كلما كان دائماً إما أن يكون العدد زوجا أو فرداً¼ فدائما إما أن يكون العدد منقسما بمتساويين أو غير منقسم بهما. قوله: [أو مختلفتان] بأن يكون إحدى الطرفين حملية والأخرى متصلة، أو إحداهما حملية والأخرى منفصلة، أو إحداهما متصلة والأخرى منفصلة، فالأقسام ستة[2]، وعليك باستخراج ما تركناه من الأمثلة. قوله: [عن التمام] أي عن أن يصح السكوت عليهما ويحتمل الصدق والكذب، مثلاً قولنا: ½الشمس طالعة¼ مركب تام


 



[1]قوله: [كلما إن كان...إلخ] هذا المجموع قضية شرطية متصلة؛ فإنه حكم فيها بثبوت نسبة وهي عدم طلوع الشمس عند عدم وجود النهار على تقدير ثبوت نسبة أخرى وهي وجود النهار عند طلوع الشمس. (تحفة)

[2]قوله: [فالأقسام ستة] أي: أقسام المتصلات وكذا أقسام المنفصلات. أما أمثلة المتصلات: فالأول: أن يكون المقدم حملية والتالي متصلة، نحو: إن كانت الشمس علة لوجود النهار فكلما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، والثاني: عكسه، نحو: إن كان كلما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، فوجود النهار معلول لطلوع الشمس، والثالث: أن يكون المقدم حملية والتالي منفصلة، نحو: إن كان هذا عددا فهو إما زوج أو فرد، والرابع: عكسه، نحو: إن كان هذا إما زوجا أو فردا كان هذا عددا، والخامس: أن يكون المقدم متصلة والتالي منفصلة، مثل: إن كان كلما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، فدائما إما أن يكون الشمس طالعة وإما أن يكون النهار موجودا، والسادس عكسه، نحو: إن كان دائما إما أن يكون الشمس طالعة وإما أن لا يكون النهار موجودا فكلما كانت الشمس طالعة فالنهار موجودا. وأما أمثلة المنفصلات: فالأول: أن يكون المقدم حملية والتالي متصلة، مثل: إما أن لا يكون الشمس علة لوجود النهار وإما أن يكون كلما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، والثاني: عكسه. مثل: إما أن يكون كلما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود وإما أن لا يكون الشمس علة لوجود النهار، والثالث: أن يكون المقدم حملية والتالي منفصلة، مثل: إما أن يكون هذا الشيء ليس عددا وإما أن يكون إما فردا أو زوجا، والرابع: عكسه، مثل: إما أن يكون هذا الشيء  إما فردا أو زوجا وإما أن يكون ليس عددا، والخامس: أن يكون المقدم متصلة والتالي منفصلة، مثل: إما أن يكون كلما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود وإما أن يكون إما الشمس طالعة أو النهار موجودا، والسادس: عكسه، مثل: إما أن يكون إما الشمس طالعة أو النهار موجودا وإما أن يكون كلما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، فيرتقي صور الاختلاف إلى اثنتي عشرة، وفي كل واحدة من المتصلة والمنفصلة ثلاث صور من الاتفاق، فصارت الصور ثمانية عشر، كل منها إما موجبة أو سالبة، فالصور ستة وثلاثون، فعليك باستخراج الأمثلة. فتدبر. (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304