عنوان الكتاب: شرح التهذيب

........................................................

أو على تقديرها[1] في نظم الكلام، و"هذا" إشارة[2] إلى المرتّب الحاضر في الذهن من المعاني المخصوصة المعبّرة عنها بالألفاظ المخصوصة أو تلك الألفاظ الدالة على المعاني المخصوصة سواء[3] كان وضع الديباجة قبل التصنيف أو بعده؛ إذ[4]    


 



[1]قوله: [أو على تقديرها] والفرق بين توهم "أمّا" وتقديرها: أن معنى توهم "أمّا": حكمُ العقل بواسطة وهمِ أنّ "أمّا" مذكورة في الكلام بواسطة اعتيادهم بها في أمثال هٰذا المقام فيكون حكما كاذبا، ومعنى التقدير: أن يقدّر "أمّا" في نظم الكلام ويجعل في الأحكام كالمذكورة، فهو حكم مطابق للواقع. (تحفة)

[2]قوله: [إشارة إلى المرتب الحاضر...إلخ] فإن قلت: إن اسم الإشارة موضوع لأن يشار إلى موجود في الخارج محسوس مشاهد، فكيف يصح الإشارة بـ"هذا" إلى المرتب الحاضر في ذهن؟ قلت: إنّ وضع اسم الإشارة وإن كان على موجود في الخارج إلا أنه قد يشار بالإشارة العقلية إلى ما ليس موجود محسوس مشاهد أيضا بجعله كالمشاهد وتنزيلِ المعقول منزلة المحسوس على سبيل المجاز تنبيها على كمال ظهوره بحيث أن يشار إليه وترغيبا للمتعلِّم في تحصيله وإشارة إلى فطانة السامع وتنشيطا له في طلبه كما في قوله تعالى: ﴿ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡۖ [الأنعام:١٠٢]، فإنه سبحانه يمنع أن يشار إليه بالإشارة الحسيّة. والإشارة العقلية أن يميز شيء بمعونة العقل. (تحفة)

[3]قوله: [سَواء كان...إلخ] السواء اسم مصدر بمعنى الاستواء يوصف به كما يوصف بالمصادر ومنه قوله تعالى: ﴿تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ [آل عمران:٦٤]، وما بعده في تأويل المصدر مبتداءٌ و"سواء" خبره، والتقدير: وكونها قبل التصنيف أو بعده سواء. (قم). وفي هذه العبارة  إشارة إلى تزييف ما قيل: أن الديباجة إن كانت ابتدائية فالإشارة إلى المعاني على سبيل المجاز بتنزيل المعقول منزلة المحسوس وإن كانت إلحاقية فالإشارة إلى الألفاظ المرتبة المحسوسة بالتبع على سبيل الحقيقة. (تحفة)

[4]قوله: [إذ لا وجود للألفاظ...إلخ] غرض الشارح بهذه العبارة: أن يبيّن علة حمل اسم الإشارة على المجاز. أي: الحاضر في الذهن، فكأنما قال: إنما قلنا: سواء وضع الديباجة بأن يكون ابتدائية أو إلحاقية، ولم نقل: إن الإشارة إلى المعاني إنْ كانت الديباجة ابتدائية أو إلى الألفاظ إن كانت الديباجة إلحاقية؛

لعدم الفائدة، إذ لا وجود للألفاظ المرتبة في الخارج حتى يكون الإشارة إليها حقيقة، كما لا وجود للمعاني فيه. نَعمْ إن كانت الإشارة إلى النقوش الدالّة على الألفاظ المخصوصة الدالّة على المعاني المخصوصة. ويراد بها الكتاب لكان له وجه فتأمل. ولعلّ وجه التأمل أنه لا يناسب هذا المقام كما  لا يخفى على المتفطّن، لأن الحاضر لا يكون إلا شخصيا ومن البيّن أن ليس المراد وصف ذلك الشخص ولا تسمية ذلك الشخص بذلك الاسم بل الغرض وصف نوعه وتسميته به هو النقش الكتابي الدالّ على تلك الالفاظ المخصوصة الموضوعة بإزاء المعاني المخصوصة أعم من أن يكون ذلك الشخص أو غيره ممّا يشاركه في ذلك المفهوم، ولاشك في أنه لا حضور لهذا الكلي في الخارج، فالإشارة إلى الحاضر في الذهن أحسن على جميع التقادير. (تحفة بزيادة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304