إن كان الإسلام عبارة عن نفس الاعتقادات[1] وإن كان عبارة عن مجموع الإقرار باللسان والتصديق بالجَنان[2] والعمل بالأركان[3] أو كان عبارة عن مجرد الإقرار باللسان[4]................................................
[1]قوله: [نفس الاعتقادات] هذا مذهب جمهور المحققين،كما مرّ وعندهم الإقرار باللسان شرط. (منه)
[2]قوله: [بالجَنان] بفتح الجيم: القلب، سُمّي به لاستتاره في الصدر. وأصله من جنّ يجنّ جنّا كـ½ضرب يضرب ضربا¼. ومنه قوله تعالى ﴿وَإِذۡ أَنتُمۡ أَجِنَّةٞ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡۖ﴾ [النجم:٣٢] والأجنة جمع جنين. ومنه أيضا "الجِنّة" بكسر الجيم، الواحد "جنّي" والواحدة "جنية" الذي يقال في تعريفه:"هو جوهر سفلي يتشكل بأشكال مختلفة حتى الكلب والخنزير" سمي بذلك لإستتاره وإختفائه عن الأبصار. والجانّ جمع جِنّان بكسر الجيم و بعده النون المشددة اسم جمع للجنّ. و الجِنان بكسر الجيم جمع الجَنّة بالفتح وأيضا تجئ جمعها على جَنَّات و هي الحديقة ذات الشجر الكثير، قيل لها ذلك لسترها الأرض بظلالها. ومنها ﴿مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ﴾ [الرعد:٣٥]، ﴿جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ﴾ [البقرة:٢٥]. والجُنّة بضم الجيم جمعها جُنن، السترة والمِجنّ والمجنة جمع مَجان: وهو كل ما وقى من السلاح. (قم)
[3]قوله: [وإن كان عبارة عن مجموع الإقرار باللسان...إلخ] هذا مذهب جمهور المحدّثين والمتكلّمين سوى الأشاعرة والفقهاء سوى الحنفيّة. (منه)
[4]قوله: [مجرد الإقرار باللسان] هذا مذهب الكَرّامية. وهم أتباع أبي عبد الله محمد بن كَرّام وكان من زهاد سجستان واغترّ جماعة بزهده ثم خرج هو وأصحابه من سجستان فساروا حتى انتهوا إلى غرجة فدعوا أهلها إلى اعتقادهم فقبلوا قولهم وبقى ذلك المذهب في تلك الناحية وهو فِرَق كثيرة على هذا التفصيل: الطرايقة، الإسحاقية، الحماقية، العابدية، اليونانية، السورمية، الهيصمية وأقربهم الهيصمية وفي الجملة فهم كلّهم يعتقدون أن الله تعالى جسم وجوهر ومحل للحوادث، ويثبتون له جهة ومكانا إلا أن العابدية يزعمون أن البعد بينه وبين العرش متناه. والهيصمية يقولون إن ذلك البعد غير متناه. ولهم في الفروع أقوال عجيبة ومدار أمرهم على المخرقة والتزوير وإظهار التزهد ولأبي عبد الله بن كرام تصانيف كثيرة إلا أن كلامه في غاية الركة والسقوط. (اعتقادات فرق المسلمين والمشركين)