عنوان الكتاب: شرح التهذيب

أو بدوامها مادام الذات فدائمة مطلقة أو مادام الوصف فعرفية عامة  

نحو: "كل قمر[1] منخسف بالضرورة وقت حيلولة الأرض بينه وبين الشمس. ولا شيء من القمر بمنخسف بالضرورة وقت التربيع[2]"، فتسمى حينئذٍ وقتية مطلقة[3]؛ لتقييد الضرورة بالوقت وعدم تقييد القضية باللادوام. الرابع أنها ضرورية في وقت من الأوقات كقولنا: ½كل إنسان متنفس بالضرورة وقتا ما[4] ولا شيء من الإنسان بمتنفس بالضرورة وقتا ما¼، فتسمى منتشرة مطلقة[5]؛ لكون وقت الضرورة فيها منتشرة أي غير معين وعدم تقييد القضية باللادوام.

قوله: [فدائمة مطلقة] والفرق بين الضرورة والدوام أنّ الضرورة هي استحالة انفكاك شيء عن شيء والدوام عدم انفكاكه[6] عنه................


 



[1]قوله: [كل قمر منخسف بالضرورة وقت حيلولة الأرض...إلخ] فإنه حكم فيها بضرورة ثبوت الانظلام للقمر في وقت معين وهو وقت حيلولة الأرض بينه وبين الشمس؛ فإنه قد تقرّر في غير هذا الفن "أن نور القمر مستفاد من ضياء الشمس" فظاهر أن حيلولة الأرض مانعة من تلك الإضاءة فلا بد من كونه منظلما في هذا الوقت المعين. (تذهيب)

[2]قوله: [وقت التربيع] وهو ما إذا كان بين الشمس والقمر مثلا، ربع الفلك. وهو ثلاثة بروج كما أن التثليث هو أن يكون مثلثة بينهما وهو اربعة بروج، والتسديس هو أن يكون بينهما سدسه وهو برجان. (تذهيب)

[3]قوله: [وقتية مطلقة] إنما سمّيت وقتية لاعتبار تعين الوقت فيها، ومطلقة لعدم تقييدها باللادوام أو اللاضرورة. ومحمولها يكون عرضا لازما لذات الموضوع في وقت معين فيتحقّق في مادّة الضرورية بالضرورة. (تحفة)

[4]قوله: [وقتا ما] وهو زمان انبساط النفس كما أن عدم التنفس يكون وقت انقباض النفس. (تذهيب)

[5]قوله: [فتسمى حينئذ منتشرة مطلقة] إنما سمّيت منتشرة لاحتمال الحكم فيها كل وقت فيكون منتشرا في الأوقات، ومطلقة لما ذكرنا في الوقتيتة المطلقة. ويكون محمولها أيضا عرضا لازما لذات الموضوع في وقت غير معين وفي التحقق كالوقتية المطلقة. (تحفة، الدسوقي)

[6]قوله: [والدوام عدم انفكاكه عنه...إلخ] فالدوام أعم من الضرورة؛ فإن الشيء كلما استحال انفكاكه عن الشيء الآخر يكون ثبوته له دائما البتة وإلا فيكون منفكّا عنه في بعض الأوقات، فيلزم وقوع المحال بخلاف إذا كان الشيء غير منفكّ عن الآخر أزلا وأبدا؛ فإنه لا يستلزم أن يكون ثبوته ضروريا لجواز

          أن يكون الانفكاك ممكنا غير واقع؛ فإن الممكن لا يجب وقوعه بالفعل كدوام الحركة للفلك، وفي التمثيل بمادة افتراق الدوام عن الضرورة إشارة ضمنية إلى أن الدوام أعمّ من الضرورة فكلما تحقّق الدوام تحققت الضرورة. (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304