مجرّد حسن الظن به أو بمن تسمع منه حتى لا تقع في مضيق الخطابة ولا ترتبط بربقة التقليد. قوله: [وهذا بالمقاصد أشبه] أي: الأمر الثامن أشبه[1] بمقاصد الفنّ منه بمقدماته، ولذا ترى المتأخرين كصاحب "المطالع" يوردون ما سوى التحديد[2] في مباحث الحجة ولو أحق القياس، وأما التحديد فشأنه أن يذكر في مباحث المعرف، وقيل: هذا إشارة إلى العمل، وكونُه أشبه بالمقصود ظاهر بل المقصود[3] من العلم العملُ. جعلنا الله وإياكم من الراسخين في الأمرين ورزقنا بفضله وجوده سعادة في الدارين بحق نبيّه محمد خير البريّة وآله وعترته الطاهرين، إنه خير موفق ومعين اٰمين.
[1]قوله: [أشبه] بمقاصد الفن يعني: أن الأمر الثامن وهو الأنحاء التعليمية الأربعة المذكورة ذكره في مقاصد الفن أولى من ذكره في المقدمات، بخلاف السبعة الباقية، فإنها أشبه بالمقدمات منها بالمقاصد فحقها أن تذكر في المقدمات دون المقاصد، فقول الشارح: ½أي: الأمر الثامن أشبه بمقاصد الفن منه بمقدماته¼ من قبيل قولهم:½هذا بسرا أطيب منه رطبا¼ وفي هذا القول مقال مضطرب مفصّل في كتب النحو والتفسير فمعنا قولِه: يزيدُ شِبهُ الأمر الثامن بمقاصد الفن على شبهه بمقدماته. وقيل: يمكن أن يكون معناه أن الأنحاء التعليمية أيسر من سائر المباديء فينبغي أن يكون أهم ههنا. فتأمل. ثم اعلم أن حصر الأمور الثمانية المعينة في تحصيل العلم في الثمانية استقرائي لا عقلي، بمعنى أنه إذا تصفحنا ما يكون معينا في التحصيل وجدنا تلك الأمور الثمانية. وإيرادها في الكتاب وذكرُها في أوائل الشروع أمر استحساني لا ضروري، بمعنى لو أردته في كتابك وذكرته فهو حسن وإلا فلا يلزم من عدم إيرادها نقصان وضرر كما لا يخفى، فليوردها في كتابه بعينها أو مع نقصان وزيادة إن وجد أمر آخر معينا في التحصيل فإيرادها عليه ليس بضروري، فهذا أمر مفوّض إلى رأي المصنفين كما لا يخفى. (تحفة، قم)
[2]قوله: [ما سوى التحديد] أي: التقسيم والتحليل والبرهان يعني: أن المتأخرين يذكرون الأنحاء التعليمية في مقاصد الفن، أما الثلاثة المذكورة، ففي مباحث الحجة وأما التحديد، ففي مباحث المعرِّف. (قم)
[3]قوله: [بل المقصود من العلم العمل] حتى قيل: إن العلم والعمل كالمادّة والصورة يمتنع انفكاك أحدهما عن الآخر كما لا يخفى عن مَن له ذهن سليم وفهم مستقيم. (تحفة)