عنوان الكتاب: شرح التهذيب

إما موضوع العلم بعينه أو نوع منه أو عرض ذاتي له أو مركب،

مع استنكار سميت مصادرة[1]، ومن ههنا يعلم أنّ المقدمة الواحدة يجوز أن تكون أصلا موضوعاً بالنسبة إلى شخص، ومصادرة بالقياس إلى آخر. قوله: [موضوع العلم] كقولهم في الطبعي[2]: ½كل جسم فله شكل طبعي[3]¼. قوله: [أو عرض ذاتي له] كقولهم: ½كل متحرك فله ميل[4]¼. قوله: [أو مركب] من الموضوع[5] مع العرض الذاتي كقول المهندس:


 



[1]قوله: [سميت مُصادرة] لأنه يصدر بها المسائل التي يتوقف عليها التشبث بالدلائل أوّلا، ثم يتركب منها قياسات العلم. (تحفة)

[2]قوله: [في الطبيعي] أي: في العلم الباحث عن الجسم الطبيعي، وقد جعل الجسم موضوعا في هذه المسئلة. أعني: "كل جسم فله شكل طبيعي". وكقول النحوي: ½كل كلمة إما اسم أو فعل أو حرف¼. (تحفة)

[3]قوله: [شكل طبيعي] أي: شكل لحقه من حيث ذاته وطبعه لا باعتبار الأمر الخارج من ذاته كالفاعل وغيره. (تحفة)

[4]قوله: [فله ميل] أي: ميل طبيعي إلى مركزه، وهذه المسئلة أيضا من العلم الطبيعي، وموضوعها الحركة التي هي عرض ذاتي لموضوع، وهو الجسم الطبيعي كما مرّ. والميل بفتح الميم وسكون الياء التحتانية بنقطتين: الكيفية التي يكون بها الجسم مدافعا لما يمانعه عن الحركة إلى جهة مّا. (تحفة)

[5]قوله: [من الموضوع] يعني: أن قوله: ½أو مركب¼ كلي تحته فردان أحدهما المركب من موضوع العلم وعرضِه الذاتي، كقولنا: كل كلمة معربة إما منصرفة أو غير منصرفة فالكلمة موضوع العلم وقد أخذت في هذه المسئلة مع الإعراب الذي هو عرض ذاتي لها. وثانيهما المركب من نوعه وعرضه الذاتي، كقولنا: كل اسم معرب إما معرب بالحروف أو بالحركات فإن الاسم نوع من موضوع العلم وقد أخذ في هذه المسئلة مع كونه معربا والإعراب عرض ذاتي له. فالمركب من موضوع العلم ونوعه فهو عين النوع داخل في قوله: ½أو نوع منه¼ لأن نوعه عبارة عن ذلك الموضوع مع الفصل المنوّع وخارج من قوله: ½أو مركب¼ بقرينة المقابلة، فافهم. (تحفة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304