به المهديّ٠[1]٠؛ لأنه أفضل فإمامته أولى. ٠وقد روي بيان عددهم في بعض الأحاديث٠ على ما روي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سئل عن عدد الأنبياء فقال: ½مئة ألف٠[2]٠ وأربعة وعشرون ألفاً¼ وفي رواية: ½مائتا ألف وأربع وعشرون ألفاً¼. ٠والأولى أن لا يقتصر على عدد في التسمية فقد قال الله تعالى: ﴿ مِنۡهُم مَّن قَصَصۡنَا عَلَيۡكَ وَمِنۡهُم مَّن لَّمۡ نَقۡصُصۡ عَلَيۡكَ ﴾[غافر: ٧٨] ولا يؤمن في ذكر العدد أن يدخل فيهم من ليس منهم٠ إن ذكر عدد أكثر من عددهم ٠أو يخرج منهم من هو فيهم٠ إن ذكر عدد أقلّ من عددهم، يعني: أنّ خبر الواحد٠[3]٠ على تقدير اشتماله على
[1] قوله: [يقتدي به المهديّ... إلخ] هذا ما تفرّد به الشارح, وإلاّ فالأحاديث تدلّ على خلافه فمنها ما أخرجه أبو نعيم في الدلائل عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنه من حديث طويل, ومن جملته: حتى يكون منهم المهديّ, حتى يكون منهم من يصلّي بعيسى بن مريم عليه السلام, نقله الإمام السيوطيّ في "تاريخ الخلفاء", وقال العلاّمة ابن حجر الهيتميّ في "الصواعق المحرقة": يصلّي المهديّ بعيسى كما في الأحاديث, وأمّا ما صحّحه السعد التفتازانيّ فلا شاهد له؛ لأنّ القصد بإمامة المهديّ إنما هو إظهار أنّ عيسى نزل تابعاً لهذه الشريعة, ثُمَّ قال يمكن الجمع بأنّ عيسى يقتدي بالمهديّ أوّلاً لإظهار هذا الغرض, ثُمَّ بعد ذلك يقتدي به المهديّ على قاعدة اقتداء المفضول بالأفضل, انتهى. وقد ذكره الملاّ عليّ القاري في "شرح الفقه الأكبر". ١٢
[2] قوله: [مائة ألف... إلخ] قال أبو ذرّ رضي الله تعالى عنه ½قلت: يا رسول الله كم وفاء عدد الأنبياء ؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرسل من ذلك ثلاث مائة وخمسة عشر جمّا غفيرا¼, رواه أحمد. وعن أبي ذرّ رضي الله تعالى عنه ½قال, قلت: يارسول الله كم المرسلون ؟ قال: ثلث مائة وبضعة عشر جمّا غفيرا¼, رواه أحمد. ١٢ "ن"
[3] قوله: [يعني: أنّ خبر الواحد... إلخ] مشير إلى دفع ما يتوهّم أنه إذا ورد الحديث فلا ضير في التحديد في الإيمان؛ لأنه العمل بالحديث, والعمل بموجبه واجب, فدفعه أوّلاً بأنّ اشتمال الحديث المذكور على شرائط قبوله ممنوع لِمَا مرّ من الضعف, وثانياً أنه لو سلّم فهو خبر واحد لا يفيد للقطع المطموح إليه في العقائد بل الظنّ, ولا اعتماد عليه هاهنا, وثالثاً أنه لو سلّم أنه قطعيّ فالروايات فيه متعارضة بلا رجحان, ومآله التساقط, ورابعاً أنّ خبر الواحد إنما يقبل إذا لم يخالف ظاهر القرآن وهاهنا يعارضه لِمَا ذكره المصنّف من آية عدم القصّة. ١٢"نظم"