عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

حتى قال لأمير جيشه: ½يا سارية الجبل الجبل¼, تحذيراً له من وراء الجبل لمكر العدوّ هناك، وسماع سارية كلامه مع بعد المسافة، وكشرب خالد السمّ من غير تضرّر به، وكجريان النيل٠[1]٠ بكتاب عمر رضي الله عنه وأمثال هذا أكثر من أن يحصى، ولَمَّا استدلّ المعتزلة المنكرة لكرامة الأولياء بأنه لو جاز ظهور خوارق العادات من الأولياء لاشتبه بالمعجزة, فلم يتميّز النبيّ


 



[1] قوله: [كجريان النيل] عن قيس بن الحجّاج, قال: لَمَّا فتحت ½مصر¼ أتى عمرو بن العاص حين دخل يوم من أشهر العجم, فقالوا: ½أيّها الأمير إنّ لِنيلنا هذا سنّة لا يجري إلاّ بها¼, قال: ½وما ذاك ؟¼ قالوا: ½إذا كان إحدى عشرة ليلة, تخلو من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الثياب والحلي أفضل ما يكون, ثُمَّ ألقيناها في هذا النيل¼, فقال لهم عمرو: ½إنّ هذا لا يكون في الإسلام أبداً و إنّ الإسلام يهدم ما كان قبله¼, فأقاموا والنيل لا يجري قليلاً و لا كثيراً, حتى همّوا بالجلاء, فلَمَّا رأى ذالك عمرو كتب إلى عمر بذلك, فكتب له: ½أن قد أصبت بالذي فعلت وأنّ الإسلام يهدم ما كان قبله¼, وبعث بطاقة في داخل كتابه, وكتب إلى عمرو: ½إنيّ قد بعثت إليك بطاقة في داخل كتابي, فألقها في النيل, فلَمَّا قدم كتاب عمر إلى عمرو بن العاص أخذ البطاقة ففتحها فإذا فيها: ½من عبد الله عمر, أمير المؤمنين إلى نيل مصر, أمّا بعد! فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر, وإن كان الله يجريك فاسأل الله الواحد القهّار أن يجريك¼, فألقى البطاقة عمرو في النيل قبل الصليب بيوم, فأصبحوا وقد أجراه الله ستّة عشر ذراعاً في ليلة واحدة, فقطع الله تلك السنّة عن أهل مصر إلى اليوم, ذكره في "الصواعق المحرقة" في فصل كراماته رضي الله تعالى عنه. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388