عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

نفي الإيمان عن بعض المقرّين باللسان، قال الله تعالى: ﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ[البقرة: ٨]، وقال تعالى: ﴿ قَالَتِ ٱلۡأَعۡرَابُ ءَامَنَّا قُل لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسۡلَمۡنَا٠[1]٠ [الحجرات: ١٤]، وأمّا المقرّ باللسان٠[2]٠ وحده فلا نـزاع في أنه يسمّى مؤمناً لغة, وتجري عليه أحكام الإيمان٠[3]٠ ظاهراً، وإنما النـزاع٠[4]٠ فيما بينه وبين الله تعالى، والنبيّ عليه السلام ومن بعده كما كانوا يحكمون بإيمان من تكلّم بكلمة الشهادة كانوا يحكمون بكفر المنافق٠[5]٠، فدلّ على أنه لا يكفي في الإيمان فعل اللسان، وأيضاً الإجماع٠[6]٠ منعقد على إيمان من صدّق بقلبه وقصد الإقرار باللسان, ومنعه منه مانع من خرس ونحوه، فظهر أن ليست حقيقة الإيمان


 



[1] قوله: [قولوا أسلمنا] تمامه ﴿ وَلَمَّا يَدۡخُلِ ٱلۡإِيمَٰنُ فِي قُلُوبِكُمۡ﴾[الحجرات: ١٤], فعلم أنّ محلّه القلب, واللسان ترجمانه, فإذا لم يوافقه لم يعتبر فيما بينه وبين الله وإن اعتبر في إجراء ظواهر الشرع. ١٢ "نظم".

[2] قوله: [وأمّا المقرّ باللسان] شروع في الجواب عن الشبهة الثانية كما يتأيّد بـ"المواقف". ١٢

[3] قوله: [تجري عليه أحكام الإيمان] فإنّ الشارع جعل مناط الأحكام الأمور الظاهرة المنضبطة, والتصديق القلبيّ أمر خفيّ لا يطّلع عليه, بخلاف الإقرار باللسان فإنّه مكشوف بلا سترة, فنيط به الأحكام الدنيويّة. ١٢ "شرح مواقف".

[4] قوله: [إنما النـزاع] أي: النـزاع في الإيمان الحقيقيّ الذي يترتّب عليه الأحكام الأخرويّة. ١٢ "شرح مواقف".

[5] قوله: [يحكمون بكفر المنافق] جواب ثانٍ عن الشبهة الثانية بطريق المعارضة. ١٢ "ن"

[6] قوله: [وأيضاً الإجماع] دليل أخر لردّ الكراميّة بطريق الإلزام, حاصله أنه يلزمكم أيّها الكراميّة أنّ من صدّق بقلبه وقصد التكلّم بكلمتي الشهادة فمنعه منه مانع من خرس وغيره أن يكون كافراً, وهو خلاف الإجماع, كذا في "المواقف". ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388