من الآثار, وشهادة من الأخبار٠[1]٠، والنظريّ قد يثبت٠[2]٠ بنظر مخصوص لا يعبّر عنه بالنظر٠[3]٠، كما يقال: قولنا: ½العالم متغيّر, وكلّ متغيّر حادث¼, يفيد العلم بحدوث العالَم بالضرورة، وليس ذلك بخصوصيّة هذا النظر، بل لكونه صحيحاً مقروناً بشرائطه، فيكون كلّ نظر صحيح مقرون بشرائطه مفيداً للعلم. وفي تحقيق هذا المنع زيادة تفصيل لا يليق بهذا الكتاب. ٠وما ثبت منه٠ أي: من العلم الثابت بالعقل ٠بالبداهة٠ أي: بأوّل التوجّه من غير احتياج إلى التفكّر٠[4]٠
[1] قوله: [شهادة من الأخبار] كقوله عليه السلام في حقّ النساء: ½هنّ ناقصات العقل¼, وقوله تعالى: ﴿فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَان﴾[البقرة: ٢٨٢] أصدق شاهد عليه. ١٢
[2] قوله: [النظريّ قد يثبت] جواب على اختيار الشقّ الثاني من السؤال وهو الذي اختاره إمام الحرمين حاصله: أنّا لا نسلّم أنه يلزم على تقدير إثبات النظر بالنظر إثبات الشيء بنفسه, فإنّا نثبت القضيّة الكلّيّة أعني: ½كلّ نظر صحيح يفيد العلم¼, أو القضيّة المهملة, أي: ½نظر العقل يفيد العلم¼, بقضيّة شخصيّة بأنّ هذا النظر من حيث ذاته مفيد معلومة بالضرورة, فتكون تلك القضيّة الكلّيّة أو المهملة متوقّفة على الشخصيّة المعلومة, ولا تتوقّف تلك الشخصيّة على تلك القضيّة الكلّيّة أو المهملة, حتى يلزم إثبات الشيء بنفسه الذي هو دور. ١٢
[3] قوله: [لا يعبر عنه بالنظر] إذ المثبت لتلك الكلّيّة هو النظر المخصوص من حيث ذاته من غير أن يكون معبّراً بعنوان النظر المخصوص, حتى لو فرض أنه ليس من أفراد النظر كان أيضاً مثبتاً لتلك الكلّيّة, فيكون الموقوف عليه إفادته من حيث ذاته. ١٢ "ع"
[4] قوله: [من غير احتياج إلى تفكّر] تفسير لأوّل التوجّه لئلاّ يتوهّم أنّ المراد من أوّل التوجّه أن لا يتوجّه
إلى شيء أصلاً, بل المراد منه أن لا يحتاج إلى الفكر والترتيب, قال العلاّمة الخياليّ: ½الأولى أن يقول من غير احتياج إلى مطلق السبب؛ لأنّ ما هو يحصل بأوّل التوجّه لا يحتاج إلى مطلق السبب... آه¼. أللّهمّ إلاّ أن يراد من الفكر المعنى اللغويّ, والمعنى من غير احتياج إلى أمر آخر من فكر أو إحساس أو تجربة أوحدس. ١٢