[الإسراء: ٦٠]. وأجيب بأنّ المراد الرؤيا بالعين٠[1]٠، والمعنى ما فقد٠[2]٠ جسده عن الروح، بل كان مع روحه وكان المعراج للروح والجسد جميعاً. وقوله: ½بشخصه¼ إشارة إلى الردّ على من زعم أنه كان للروح فقط، ولا يخفى أنّ المعراج في المنام أو بالروح ليس مِمَّا ينكر كلّ الإنكار، والكفرة أنكروا أمر المعراج غاية الإنكار، بل كثير من المسلمين قد ارتدّوا بسبب ذلك وقوله: ½إلى السماء¼ إشارة إلى الردّ على من زعم أنّ المعراج في اليقظة لم يكن٠[3]٠ إلاّ إلى بيت المقدس على ما نطق به الكتاب٠[4]٠، وقوله:
[1]قوله: [المراد الرؤيا بالعين... إلخ] وذلك لأنّ قوله تعالى: ﴿ فِتۡنَةٗ لِّلنَّاسِ﴾[الإسراء: ٦٠] يؤيّد أنهّا رؤيا عين وإسراء بجسده الشريف؛ إذ ليس في الحلم فتنة ولا يكذب به أحد؛ لأنّ كلّ أحد يرى مثل ذلك في منامه من الكون في ساعة واحدة في أقطار مختلفة, كذا في "الشفا" وغيره. وقد يجاب أيضاً بأنّ المراد رؤيا هزيمة الكفّار في غزوة بدر, وقيل: هي رؤيا أنه سيدخل مكّة, كذا في "الخيالي" و"الشفا" وشرحه وغيرهما. ١٢
[2]قوله: [والمعنى ما فقد... إلخ] قال الخيالي: والأولى أن يجاب بأنّ المعراج كان مكرّراً مرّة بشخصه, ومرّة بروحه, وقول عائشة رضي الله تعالى عنها حكاية عن الثانية, انتهى، قلت: وذلك لأنّ عائشة رضي الله تعالى عنها على ما قاله القاضي عياض في "الشفا": لم تكن حينئذ زوجه صلّى الله تعالى عليه وسلّم ولا في سنّ من يضبطه, ولعلّها لم تكن ولدت بعد على الخلاف في الإسراء. ١٢
[3]قوله: [المعراج في اليقظة لم يكن... إلخ] وإنما قصدهم الجمع بين الروايات المختلفة, وهذا يشبه قول المعتزلة, كذا في "شرح الشفا" للعلاّمة عليّ القاري. ١٢
[4]قوله: [نطق به الكتاب] وهو قوله تعالى: ﴿ سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ﴾[الإسراء: ١], فجعل إلى المسجد الأقصى غاية الإسراء الذي وقع التعجّب فيه بعظيم القدرة والتمدّح بتشريف النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم به وإظهار الكرامة له, ولو كان الإسراء بجسده إلى زائد على المسجد الأقصى لذكره فيكون أبلغ في المدح. ١٢"شفا"