عليه السلام: ½أكرموا أصحابي فإنهّم خياركم¼ الحديث، وكقوله عليه السلام: ½الله٠[1]٠ الله في أصحابي, لا تتّخذوهم غرضاً من بعدي, فمن أحبّهم فبحبّي٠[2]٠ أحبّهم, ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم, ومن آذاهم فقد آذاني, ومن آذاني فقد آذى الله, ومن أذى الله فيوشك أن يأخذه¼٠[3]٠. ثُمَّ في مناقب كلّ من أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ والحسن والحسين وغيرهم من أكابر الصحابة أحاديث صحيحة، وما وقع بينهم من المنازعات والمحاربات فله محامل وتأويلات، فسبّهم والطعن فيهم إن كان مِمَّا يخالف الأدلّة القطعيّة فكفر, كقذف عائشة٠[4]٠ رضي الله عنها، وإلاّ فبدعة وفسق، وبالجملة لم ينقل عن السلف المجتهدين والعلماء الصالحين جواز اللعن على معاوية٠[5]
[1] قوله: [الله... إلخ] أي: اتّقوه فيهم فلا تنقصوهم ولا تحقروهم, بل عظّموهم و وقّروهم. ١٢ "شرح الشفا".
[2] قوله: [فبحبّي... إلخ] أي: إيّاهم أو فبحبّهم لي, قاله العلاّمة القاري في "شرح الشفا", وقال العلاّمة الخيالي: أي: فأحبّهم بمحبّتي, يعني: أنّ المحبّة المتعلّقة بهم عين المحبّة المتعلّقة بي, وهكذا قوله: فببغضي أبغضهم. ١٢
[3] قوله: [أن يأخذه] أي: بأخذ شديد ويؤاخذه بعذاب أكيد.١٢ "شرح الشفا".
[4] قوله: [كقذف عائشة] قال العلماء: ويجب اعتقاد برأة عائشة أمّ المؤمنين رضي الله تعالى عنها قطعاً من جميع ما قال الملحدون في حقّها لنـزول القرآن العظيم ببرائتها في سورة النور. ١٢ "اليواقيت والجواهر".
[5] قوله: [على معاوية رضي الله تعالى عنه... إلخ] قال الإمام أحمد رضا البريلوي في "المعتمد المستند": أمّا عند أهل الحقّ فاستقامة الخلافة للأمير معاوية رضي الله تعالى عنه من يوم صلح السيّد المجتبى صلّى الله تعالى على جدّه الكريم وأبيه وعليه وعلى أمّه وأخيه وسلّم, وبه ظهر أنّ الطعن على الأمير معاوية رضي الله تعالى عنه طعن على الإمام المجتبى, بل على جدّه الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم, بل على ربّه عزّوجلّ, فإنّ تفويض أزمّة المسلمين بيد من هو كذا وكذا بزعم الطاعنين خيانة للإسلام والمسلمين, وقد ارتكبها معاذ الله الإمام المجتبى, وارتضاها رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم وهو ﴿مَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ [3] إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ﴾[النجم :٣-4]. ١٢