نعم أطلقوا٠[1]٠ القول بحدوث ما سوى الله تعالى، لكن بمعنى الاحتياج إلى الغير، لا بمعنى سبق العدم عليه. ثمّ أشار٠[2]٠ إلى دليل حدوث العالم بقوله: ٠إذ هو٠ أي: العالم ٠أعيان وأعراض٠؛ لأنه إن قام بذاته فعين، وإلاّ فعرض، وكلّ منهما حادث لِمَا سنبيّن، ولم يتعرّض٠[3]٠ له المصنّف؛ لأنّ الكلام فيه طويل لا يليق بهذا المختصر، كيف وهو مقصور على المسائل دون الدلائل. ٠فالأعيان ما٠ أي: ممكن٠[4]٠ ٠يكون له قيام بذاته٠ بقرينة٠[5]٠ جعله من أقسام العالم. ومعنى قيامه٠[6]٠ بذاته عند المتكلّمين
[1]قوله: [نعم أطلقوا... إلخ] إشارة إلى جواب سؤال مقدّر تقريره: أنّ الفلاسفة أيضاً يقولون بحدوث ما سوى الله تعالى, فكيف حكيت عنهم القول بقدم السموات والعناصر؟ حاصل الدفع أنهم يقولون: بحدوث العالم، لكنّهم يفسّرون الحدوث بمعنى: الاحتياج إلى الغير لا بمعنى سبق العدم. ١٢
[2]قوله: [أشار] إنما قال: ½أشار¼, فإنّ المصنّف اقتصر على التقسيم فحسب, ولم يذكر الدليل بتمامه. ١٢
[4]قوله: [ممكن] بالإمكان الخاصّ لئلاّ يشمل الواجب. ١٢
[5]قوله: [بقرينة... إلخ] جواب سؤال مقدّر حاصله: أنّ لفظة ½ما¼ عامّة تتناول الممكن وغيره, فتقييدها بالممكن لا يجوز, فإنّه ذكر العامّ وإرادة الخاصّ. جوابه: أنّ إرادة الخاصّ من العامّ لا يجوز إذا لم يكن هناك قرينة, وهنا قرينة دالّة وهي أنّ الأعيان من أقسام العالم الممكن, وإمكان المقسم يستلزم إمكان الأقسام. ١٢
[6]قوله: [قيامه] أضاف القيام إلى الضمير ليخرج قيام الواجب بذاته، في "الخيالي": ½لايخفى أنّ هذا التعريف
يصدق على المركّب من عين وعرض قائم به كالسرير¼ انتهى. واجيب عنه: بأنّ الوحدة معتبرة في المقسم, فلا يكون المركّب عيناً ولا عرضاً. ١٢