عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

واجب٠[1]٠, وإنما الخلاف في أنه هل يجب على الله٠[2]٠ تعالى أو على الخلق بدليل سمعيّ٠[3]٠ أو عقليّ٠[4]٠. والمذهب٠[5]٠ أنه يجب على الخلق سمعاً، لقوله عليه السلام: ½من مات ولَم يعرف٠[6]٠ إمام زمانه فقد مات ميتة جاهليّة¼؛ ولأنّ الأمّة قد جعلوا أهمّ المهمّات بعد وفاة النبيّ عليه السلام نصب الإمام حتى قدّموه٠[7]٠ على الدفن، وكذا بعد موت كلّ إمام؛ ولأنّ كثيراً من الواجبات


 



[1] قوله: [واجب] أمّا مخالفة الخوارج ونحوهم في الوجوب فلا يعتدّ بها؛ لأنّ مخالفتهم كسائر المبتدعة لا تقدح في الإجماع, ولا تخلّ لِمَا يفيده من القطع بالحكم المجمع عليه. ١٢ "الصواعق المحرقة".

[2] قوله: [يجب على الله] وبه قالت الإماميّة والإسماعيليّة, إلاّ أنّ الإماميّة أوجبوه عليه لحفظ قوانين الشريعة عن التغيّر بالزيادة والنقصان, والإسماعيليّة أوجبوه ليكون معترفاً بالله وصفاته؛ إذ لا بدّ عندهم في معرفته تعالى من معلّم, كذا في "المواقف". ١٢

[3] قوله: [على الخلق بدليل سمعيّ] هذا عندنا أهل السنّة والجماعة. ١٢

[4] قوله: [أو عقليّ] هذا مذهب المعتزلة والزيديّة ,كما في "المواقف". ١٢

[5] قوله: [والمذهب] أي: مذهب أهل السنّة. ١٢

[6] قوله: [ولم يعرف... إلخ] فإنّ وجوب المعرفة يقتضي وجوب الحصول, وهذه الأدلّة لمطلق الوجوب, وأمّا أنه لا يجب علينا عقلاً, ولا على الله تعالى أصلاً, فلبطلان قاعدة الوجوب على الله تعالى, والحسنِ والقبح العقلييّن, وأيضاً لو وجب على الله تعالى لِمَّا خلا الزمان عن الإمام, قاله العلاّمة الخيالي. ١٢

[7] قوله: [حتى قدّموه... إلخ] قال في "الصواعق": لمَّا توفّي رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم قام أبوبكر خطيباً, فقال: أيّها الناس من كان يعبد محمّداً, فإنّ محمّداً قد مات ومن كان يعبد الله, فإنّ الله حيّ لا يموت, لا بدّ لهذا الأمر ممّن يقوم به, فانظروا وهاتوا آراءكم, فقالوا: ½صدقت ننظر فيه¼. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388