عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

الاختلاف بين الشيعة وأهل السنّة في هذه المسألة, وادّعاء كلّ من الفريقين النصّ في باب الإمامة, وإيراد الأسولة والأجوبة من الجانبين فمذكور في المطوّلات. ٠والخلافة ثلاثون سنة ثُمَّ بعدها ملك وإمارة٠ لقوله عليه السلام: ½الخلاقة بعدي ثلاثون سنة ثُمَّ يصير بعدها ملكاً عضوضاً¼. وقد استشهد عليّ رضي الله عنه على رأس ثلاثين سنة٠[1]٠ من وفاة رسول الله عليه السلام، فمعاوية ومن بعده لايكونون خلفاء بل ملوكاً وأمراء، وهذا٠[2]٠ مشكل؛ لأنّ أهل الحلّ والعقد من الأمّة قد كانوا متّفقين على خلافة الخلفاء العبّاسيّة, وبعض المروانيّة كعمر بن عبد العزيز مثلاً، ولعلّ المراد أنّ الخلافة الكاملة التي لا يشوبُها شيء من المخالفة, وميل عن المتابعة تكون ثلاثين سنة, وبعدها قد تكون وقد لا تكون، ثُمَّ الإجماع على أنّ نصب الإمام٠[3]٠


 



[1] قوله: [على رأس ثلاثين سنة... إلخ] قال في "النبراس": هذا تقريب, والتحقيق أنه كان بعد عليّ رضي الله تعالى عنه نحو ستّة أشهر باقية من ثلثين سنة, وهي مدّة خلافة الحسن بن عليّ رضي الله تعالى عنهما, وكان كمال ثلاثين عند تسليم الحسن رضي الله تعالى عنه الخلافة إلى معاوية رضي الله تعالى عنه, وذكر بعضهم أنّ خلافة أبي بكر رضي الله تعالى عنه سنتان وثلاثة أشهر, وعمر رضي الله تعالى عنه عشر سنين و ستّة أشهر, وعثمان رضي الله تعالى عنه اثنتا عشرة سنة إلاّ عدّة أيّام, وعليّ رضي الله تعالى عنه أربع سنين وتسعة أشهر. ١٢

[2] قوله: [وهذا] أي: انتهاء الخلافة على رأس ثلاثين عامًّا. ١٢

[3] قوله: [نصب الإمام... إلخ] قال في "شرح العقائد العضدية": اعلم أنّ مسئلة الإمامة ليست من الأصول التي يجب على كلّ مكلّف معرفتها عند أهل السنّة والجماعة, لكن لَمَّا جعلها الشيعة من الأصول وزعموا فيها أموراً مخالفة لمذهب الجمهور جرت عادة المتكلّمين بإيرادها في ذيل النبوّات حفظاً لعقائد عامّة المسلمين عن الخطأ والخلل, وصوناً لهم عن الوقوع في مهاوي الزلل. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388