عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

والجواب: أنّ المراد الجنس٠[1]٠ ردًّا على القائلين بأنه لا ثبوت لشيء من الحقائق, ولا علم بثبوت حقيقة, ولا بعدم ثبوتها. ٠خلافاً للسّوفسطائيّة٠٠[2]٠ فإنَّ منهم مَنْ ينكر حقائق الأشياء، ويزعم أنها أوهام وخيالات باطلة، وهم العِنَادِيَّة٠[3]٠، ومنهم من ينكر ثبوتها٠[4]٠, ويزعم٠[5]٠ أنها تابعة للاعتقاد، حتّى إن اعتقدنا الشيء جوهراً فجوهر, أو عرضاً فعرض, أو قديماً فقديم, أو حادثاً فحادث, وهم العِنْدِيَّة، ومنهم من ينكر العلم بثبوت شيء ولا ثبوته، ويزعم أنه


 



[1] قوله: [الجنس] يعني: أنّ المراد بقوله: ½حقائق الأشياء ثابتة¼ جنس حقائق الأشياء ثابتة, والعلم بذلك الجنس متحقّق سواء كان في ضمن فرد واحد أو أكثر, فحينئذ يرجع إلى الإيجاب الجزئيّ, وذلك كافٍ في الردّ على الخصم؛ لأنه يدّعي السلب الكليّ في المقامين. ١٢ "حاشية عبد الحكيم".

[2] قوله: [السوفسطائيّة] زعم قوم أنَّ السوفسطائيّة كانت طائفةً يتشعّبون إلى ثلاثة مذاهب, والمحقّقون منعوه وقالوا: لا يمكن عن عاقل أن يقول بهذه المذاهب, بل كلّ غالط سوفسطائيّ في موضع غلطه, يدلّ عليه اشتقاق اسمه من ½سوفا¼، و½إسطا¼، كذا في "تلخيص الملخّص". ١٢ "رمضان آفندي".

[3] قوله: [العناديّة] سمّوا بذلك؛ لأنهم ينكرون الحقّ عناداً, والفرق بين مذهب العناديّة والعنديّة, أنّ العناديّة ينكرون ثبوت الحقائق وتمييزها في نفس الأمر مطلقاً بتبعيّة الاعتقاد وبدونه, والعنديّة ينكرون ثبوتها وتمييزها في نفس الأمر مع قطع النظرعن اعتقادنا, يعني: لو قطع النظر عن الاعتقادات ارتفعت الحقائق في نفس الأمر, لكنّهم يقولون: بثبوتها وتقرّرها فيها بتبعيّة الاعتقادات أو بتوسّطها، كذا في "حاشية عبد الحكيم". ١٢

[4] قوله: [ثبوتها] أي: تقرّرها، وهم يقولون: مذهب كلّ قوم حقّ بالنسبة إليه, وباطل بالنسبة إلى خصمه, قاله الخيالي. وإنما سمّوا بـ½العندية¼؛ لأنهّم يزعمون أنّ حقيقة الشيء ما هو عند المعتقد. ١٢

[5] قوله: [يزعم] الزعم يطلق لمعانٍ, منها الظنّ، يقال: ½زعمني لا أودّه¼، أي: ظنّني... إلخ وأكثر ما يستعمل فيما كان باطلاً, سواء كان قولاً أو اعتقاداً, والمراد به هاهنا القول؛ إذ الشاكّ ليس له اعتقاد ولا ظنّ, فمعنى يزعم يقول: باطلاً. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388