تدرك بها الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة ونحو ذلك, عند التماس والاتّصال به. ٠وبكلّ حاسّة منها٠ أي: من الحواسّ الخمس ٠يوقَف٠ أي: يطّلع ٠على ما وضعت هي٠ أي: تلك الحاسّة ٠له٠^٠[1]٠ يعني: أنّ الله تعالى قد خلق كلاّ من تلك الحواسّ لإدراك أشياء مخصوصة، كالسمع للأصوات, والذوق للطعوم, والشمّ للروائح، لا يدرك بها^٠[2]٠ ما يدرك بالحاسّة الأخرى. وأمّا أنه هل يجوز ذلك ؟ ففيه خلاف بين العلماء، والحقّ الجواز لِمَا أنّ ذلك بمحض خلق الله تعالى من غير تأثير للحواسّ، فلا يمتنع أن يخلق الله عقيب صرف الباصرة إدراك الأصوات مثلاً. فإن قيل^٠[3]٠: أليست الذائقة تُدرك حلاوة الشيء وحرارته معاً؟ قلنا: لا^٠[4]٠، بل الحلاوة  تدرك بالذوق, والحرارة باللمس الموجود في الفم واللسان. ٠والخبر الصادق٠ أي: المطابق للواقع^٠[5]٠،