عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

قولهم: ½بأنّ كلّ ممكن فهو حادث¼، فإن زعموا٠[1]٠ أنهّا قديمة بالزمان بمعنى عدم المسبوقيّة بالعدم وهذا لا ينافي الحدوث الذاتيّ, بمعنى الاحتياج إلى ذات الواجب فهو قول بما ذهب إليه الفلاسفة من انقسام كلّ من القدم والحدوث إلى الذاتيّ والزمانيّ، وفيه رفض٠[2]٠ لكثير من القواعد، وسيأتي لهذا زيادة تحقيق إن شاء الله تعالى. ٠الحيّ القادر العليم السميع البصير٠[3]٠ الشائي المريد٠؛ لأنّ بداهة العقل جازمة بأنّ محدث العالم على هذا النمط البديع والنظام المحكم، مع ما يشتمل عليه من الأفعال٠[4]٠ المتقنة والنقوش المستحسنة لا يكون بدون هذه الصفات، على أنّ أضدادها٠[5]٠


 



[1] قوله: [فإن زعموا] دفع دخل مقدّر تقريره أن يقال: لَمَّا يجوز أن تكون الصفات قديمة بالزمان وحادثة بالذات, فلا يلزم الفساد على القول بإمكان الصفات؛ لأنّه لا تنافي بين الحدوث الذاتيّ والقدم الزمانيّ. ١٢

[2] قوله: [فيه رفض... إلخ] لأنّ القول بأنّ الصفات قديمة بالزمان وحادثة بالذات يستلزم أن يقال في العناصر وغيرها كذلك, وهذا هو مقصود الفلاسفة من العالم؛ لأنّهم يقولون: بأنّ العالم قديم بالزمان بمعنى: عدم المسبوقيّة بالعدم, وحادث بالذات بمعنى: الاحتياج إلى ذات الواجب، وهذا رفض للقواعد الإسلاميّة. ١٢

[3] قوله: [السميع البصير] بلا جارحة من الحدقة والأذن, كما أنّه عليم بلا دماغ وقلب، قال العلاّمة فضل الرسول البدايوني قدّس سرّه: المراد بالسمع صفة وجوديّة قائمة بالذات, شانها إدراك كلّ مسموع وإن خفي, وبالبصر صفة وجوديّة قائمة بالذات, شانها إدراك كلّ مبصر وإن لطف. ١٢

[4] قوله: [الأفعال] في بعض الحواشي أي: المفعولات؛ لأنهّا التي يشتملها العالم، وأمّا نفس الأفعال فعبارة عن تعلّقات التكوين عند القائل به, أو تعلّقات القدرة عند غير القائل "م" .١٢

[5] قوله: [على أنّ أضدادها] دليل ثانٍ حاصله: أنّه لو لم يتّصف بهذه الصفات لزم أن يتّصف بأضدادها, وهي الموت والعجز والجهل والصمم والعمى, وكلّها نقائص تستحيل عليه تعالى. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388