الاستحقاق بالمعنى الذي قصدوه وهو الاستيجاب٠[1]٠، وإنما الثواب فضل منه والعذاب عدل، فإن شاء عفا وإن شاء عذّبه مدة, ثُمَّ يدخله الجنّة، الثاني: النصوص الدالّة على الخلود، كقوله تعالى٠[2]٠: ﴿ وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا ﴾[النساء: ٩٣]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدۡخِلۡهُ نَارًا خَٰلِدٗا فِيهَا ﴾[النساء: ١٤] وقوله تعالى: ﴿ مَن كَسَبَ سَيِّئَةٗ وَأَحَٰطَتۡ بِهِ خَطِيَٓٔتُهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾[البقرة: ٨١]، والجواب: أنّ قاتل المؤمن لكونه مؤمناً٠[3]٠ لا يكون إلاّ كافراً، وكذا من تعدّى٠[4]٠ جميع الحدود, وكذا من أحاطت٠[5]٠ به خطيئته
[1] قوله: [هو الاستيجاب] أي: وجوب الثواب والعقاب على الله تعالى, فإنّ الصحيح عندنا أنّه لا يجب على الله تعالى سبحانه شيء, وإذا قلنا: إنّ المطيع يستحقّ الجنّة والكافر يستحقّ النار, فمعناه أنّ الأوّل أهل لفضله والثاني أهل لعدله. ١٢ "ن"
[2] قوله: [كقوله تعالى... إلخ] وكأحاديث كثيرة في الكبائر ورد فيها لفظ لم يرح أو لم يشمّ رائحة الجنّة أو لفظ ½لا يكلّمهم الله, ولا ينظر إليهم¼ وأمثال ذلك كثيرة في الأخبار. ١٢ "نظم"
[3] قوله: [لكونه مؤمناً] جواب عن الاستدلال الأوّل, وحاصله أنّ معنى الآية من يقتل مؤمناً لكونه مؤمناً؛ لأنّ الحكم إذا تعلّق بالمشتقّ فيكون مأخذ الاشتقاق علّة له, ولا شكّ أنّ قتل المؤمن لكونه مؤمناً لا يكون إلاّ إذا استقبح الإيمان وهذا كفر بلا ريب. ١٢
[4] قوله: [وكذا من تعدّى... إلخ] جواب عن الاستدلال الثاني بأنّ الإضافة في قوله تعالى: ﴿ حُدُودَهُ﴾[النساء: ١٤] للاستغراق و معناه: من يتعدّى جميع الحدود, ولا شكّ أنّ من تعدّى الحدود جميعها فهو كافر .١٢
[5] قوله: [وكذا من أحاطت إلخ] جواب عن الاستدلال الثالث بأنّ معنى الإحاطة أن يعمّ الخطيئة ظاهره وباطنه, فحينئذ لا يبقى في قلبه تصديق وفي لسانه إقرار, وهذا لا يكون إلاّ في الكافر. ١٢ "ن"