عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

واحتجّت الخوارج بالنصوص الظاهرة في أنّ الفاسق كافر، كقوله تعالى:﴿ وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم ٠[1]٠بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ[المائدة: ٤٤] وقوله تعالى: ﴿ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ٠[2]٠ [النور: ٥٥]، وكقوله عليه السلام: ½من ترك الصلاة٠[3]٠ متعمّداً فقد كفر¼ وفي أنّ العذاب٠[4]٠ مختصّ بالكافر، كقوله تعالى: ﴿ أَنَّ ٱلۡعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ[طه: ٤٨]، ﴿ لَا يَصۡلَىٰهَآ إِلَّا ٱلۡأَشۡقَى [١٥] ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى[الليل:


 



[1] قوله: [ومن لم يحكم... إلخ] وجه الاستدلال أنّ كلمة "من" عامّة يتناول الفاسق, والجواب أنّ الحكم بالشيء هو التصديق به, ولا نزاع في كفر من لم يحكم, أي: لم يصدّق بشيء مِمَّا أنزل الله تعالى. ١٢ "خيالي"

[2] قوله: [هم الفاسقون] وجه الاستدلال أنّ ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر يفيد القصر, فعلم أن لا فاسق سوى الكافر, والجواب أنّ المراد هم الكاملون في الفسق إلاّ أنّه ترك إظهار القيد وجعل مطلق الكفر مقصوراً عليهم ادّعاء مبالغة, وإلاّ لزم أن يكون الفسق مقصوراً على من كفر بعد الإيمان, وليس كذلك فإنّ الفاسق يتناول من كفر بعد الإيمان وقبله إجماعاً, كذا في "حاشية السيالكوتي". ١٢

[3] قوله: [من ترك الصلاة... إلخ] والجواب أنّه محمول على الترك مستحلاًّ أو على كفران النعمة, لا ما يقابل الإيمان, أو معناه قاربه الكفر ووجوه أخر أيضاً مذكورة في المطوّلات. ١٢

[4] قوله: [أنّ العذاب... إلخ] وجه الاستدلال أنّ تعريف المسند إليه لحصره على المسند, فيفيد حصر العذاب في المكذّب وهو كافر, ولا شكّ أنّ الفاسق يعذّب؛ لما ورد فيه الوعيد. وأجيب عنه بوجوه, منها أنّ اللام للعهد والمراد به العذاب المخلّد, كذا في الحواشي. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388