باطلاً. والثاني: أنه ليس بمؤمن لقوله تعالى: ﴿ أَفَمَن كَانَ مُؤۡمِنٗا كَمَن كَانَ فَاسِقٗالَّا يَسۡتَوُۥنَ ﴾[السجدة: ١٨] جعل المؤمن مقابلاً للفاسق، وقوله عليه السلام: ½لا يزني الزاني وهو مؤمن¼، وقوله عليه الصلاة والسلام: ½لا إيمان لمن لا أمانة له¼، ولا كافرٍ لِمَا تواترت من أنّ الأمّة كانوا لا يقتلونه ولا يجرون عليه أحكام المرتدّين ويدفّنونه في مقابر المسلمين، والجواب: أنّ المراد بالفاسق في الآية هو الكافر، فإنّ الكفر من أعظم الفسوق٠[1]٠، والحديث وارد على سبيل التغليظ٠[2]٠ والمبالغة في الزجر عن المعاصي بدليل الآيات والأحاديث الدالّة على أنّ الفاسق مؤمن، حتى قال عليه السلام لأبي ذرّ رضي الله عنه لَمَّا بالغ في السؤال: ½وإن زنى وإن سرق٠[3]٠ على رغم أنف أبي ذرّ¼٠[4]٠
[1] قوله: [أعظم الفسوق] والمطلق ينصرف إلى الفرد الكامل. ١٢
[2] قوله: [على سبيل التغليظ... إلخ] قال الملاّ عليّ القاري في "المرقاة": أصحابنا أوّلوه بأنّ المراد المؤمن الكامل في إيمانه أو ذو أمن من عذاب الله تعالى أو المراد المؤمن المطيع لله, أو معناه الزجر و الوعيد أو الإنذار لمرتكب هذه الكبائر بسوء العاقبة؛ إذ مرتكبها لا يؤمن عليه أن يقع في الكفر الذي هو ضدّ الإيمان. ١٢
[3] قوله: [وإن زنى وإن سرق... إلخ] أخرج الشيخان عن أبي ذرّ رضي الله تعالى عنه ½قال: أتيت النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم وعليه ثوب أبيض وهو نائم, ثُمَّ أتيته وقد استيقظ, فقال: ما من عبد قال: ½لا اله إلاّ الله¼ ثُمَّ مات على ذلك إلاّ دخل الجنّة, قلت: وإن زنى وإن سرق, قال: وإن زنى وإن سرق, قلت: وإن زنى وإن سرق, قال: وإن زنى وإن سرق, قلت: وإن زنى وإن سرق, قال: وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذرّ¼. ١٢
[4] قوله: [على رغم أنف أبي ذرّ] بفتح الغين وكسرها ماخوذ من ½الرغام¼, وهو التراب, يقال: ½أرغم الله أنفه¼, أي: ألصقه بالرغام وأذلّه, فمعناه: على ذلّ من أبي ذرّ لوقوعه مخالفاً لما يريد, وقيل: على كراهة منه, وإنما قاله لاستبعاده العفو عن الزاني السارق المنتهك للحرمة, واستعظامه ذلك وتصوّر أبي ذرّ بصورة الكاره المانع لشدّة نفرته من معصية الله وأهلها, قاله الإمام النوويّ في "شرح مسلم". ١٢