وقت وجود المأمور وصيرورته أهلاً لتحصيله٠[1]٠, فيكفي وجود المأمور في علم الآمر٠[2]٠،كما إذا قدّر الرجل ابناً٠[3]٠ له, فأمره بأن يفعل كذا بعد الوجود، والإخبار بالنسبة إلى الأزل٠[4]٠ لا تتّصف بشيء من الأزمنة؛ إذ لا ماضي ولا مستقبل ولا حال بالنسبة إلى الله تعالى، لتنـزهه عن الزمان، كما أنّ علمه أزليّ لا يتغيّر بتغيّر الأزمان٠[5]٠،
[1] قوله: [أهلاً لتحصيله] أي: صالحاً لأن يكلّف بإيقاعه المأمور به, أو بالكفّ عن المنهي عنه. ١٢
[2] قوله: [فيكفي وجود المأمور في علم الآمر] إشارة إلى ردّ ما قيل: إنّ الخطاب لا بدّ أن يكون إلى مخاطب موجود في الخارج. والجواب أنّ هذا إنما يلزم في الخطاب اللفظيّ, وأمّا في الخطاب النفسيّ فالوجود العلميّ كاف. ١٢ "ن"
[3] قوله: [كما إذا قدّر الرجل ابناً] أي: علم الرجل بأنّه سيولد له ولد بالكشف, أو الإلهام أو إخبار المخبر الصادق, فأمره بأن يفعل كذا, كطلب العلم قال السيّد السند في "شرح المواقف": يرد عليه أنّ ما يجده أحدنا في باطنه هو العزم على الطلب وتخيّله, وهو ممكن ليس بسفه, وأمّا نفس الطلب فلا شكّ في كونه سفهاً, بل قيل: هو غير ممكن؛ لأنّ وجود الطلب بدون من يطلب منه شيء محال... إلخ, وأجاب عنه بعض المحشّين: بأنّ المراد هو أن يقول الرجل للحاضرين: ½إنيّ آمرُ ابني أن يشتغل بالعلم, فبلغ إليه أمري فهذا حقيقة الطلب¼. ١٢
[4] قوله: [والإخبار بالنسبة إلى الأزل] جواب عن الإشكال الثاني, حاصله أنّ الكلام في الأزل منـزّه عن الوقوع في الأزمنة, وإنما يوصف بالأزمنة فيما لا يزال بحدوث التعلّقات والإزمنة. ١٢ "ن"
[5] قوله: [لا يتغيّر بتغيّر الأزمان] لأنّ العلم صفة حقيقيّة, لا يتغيّر بتغيّر الزمان, بل يتغيّر تعلّقه وإضافته,
ولا يلزم من تغيّر التعلّق والإضافة تغيّر الصفة الحقيقيّة. ١٢ "ر"