عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

إلاّ من جهة الشرع، ولايسبق٠[1]٠ الفهم عند إطلاق الأحكام إلاّ إليها, وبالثانية: علمَ التوحيد والصفات لِمَا أنّ ذلك أشهر٠[2]٠ مباحثه وأشرف مقاصده وقد كانت٠[3]٠ الأوائل من الصحابة والتابعين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، لصفاء عقائدهم ببركة صحبة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم, وقرب العهد بزمانه، ولقلّة الوقائع٠[4]٠ والاختلافات، وتمكنّهم من المراجعة إلى


 



[1] قوله: [لا يسبق] أي: أهل العرف العامّ يطلقون لفظ ½الأحكام¼ فيريدون منه الأحكام المتعقلّة بالعمل، وهذا الإطلاق معروف غالب الاستعمال عندهم فلا يتبادر أذهانهم منه إلاّ إليها. ١٢

[2] قوله: [أشهر مباحثه] يشير إلى أنّ له مباحث أخرى, لكنّها ليست في تلك المرتبة من الشهرة، هذا عند من يقول: موضوع الكلام أعمّ من الذات كالموجود مطلقاً, أو ذات الله تعالى وذات المخلوقات أو المعلوم من حيث إنه يتعلّق به إثبات العقائد الدينيّة على ما هو المختار, فإنّ مباحث الأمور العامّة والجواهر والأعراض من الكلام وليست في الشهرة بمثابة المباحث الإلهيّة, قاله السيالكوتي. ١٢

[3] قوله: [قد كانت] إشارة إلى دفع ما يقال: من أنّ تدوين الكتب بدعة وضلالة لِمَا أنه لم يكن في زمن النبيّ عليه الصلاة والسلام تدوين, وكلّ شيء لم يكن في زمن النبيّ عليه الصلاة والسلام ثُمّ حدث بعده بدعة, فتدوين الكتب بدعة وضلالة ومذموم لا يستحقّ المدح, فتدوين الكتب الشرعيّة عبث. وأجاب بمنع الكبرى يعني: لا نسلّم أنّ كلّ شيء لا يكون في زمن النبيّ عليه الصلاة والسلام بدعة وضلالة, وإنما يكون كذلك إن لم يكن له أثر وعلامة, وهنا ليس كذلك بل له أثر وعلامة في الجملة, لكنّه لا يظهرونه لعدم الاحتياج ببركة صحبة النبيّ عليه الصلاة والسلام, وصفاء عقائدهم. فتدوين الكتب الشرعيّة وأمثاله بدعة حسنة, كبناء المدارس والرياضيّات. ١٢ "حاشية رمضان".

[4] قوله: [لقلّة الوقائع] جمع واقعة وهي الأمور التي تُحْوِجُ صاحبَها إلى سؤال العلماء, فإنهم كانوا يقنعون بقليل من الدنيا عن كثيرها فلا تكثر الوقائع والاختلافات. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388