مشيئة الله تعالى٠[1]٠. ولَمَّا نقل عن بعض الأشاعرة أنه يصحّ أن يقال: ½أنا مؤمن إن شاء الله تعالى¼, بناء على أنّ العبرة٠[2]٠ في الإيمان والكفر والسعادة الشقاوة بالخاتمة حتى أنّ المؤمن السعيد من مات على الإيمان, وإن كان طول عمره على الكفر والعصيان, والكافر الشقيّ من مات على الكفر نعوذ بالله, وإن كان طول عمره على التصديق والطاعة, على ما أشير إليه بقوله تعالى في حقّ إبليس: ﴿ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾[البقرة: ٣٤]، وبقوله عليه السلام: ½السعيد من سعد في بطن أمّه والشقيّ من شقي في بطن أمّه¼، أشار إلى إبطال ذلك٠[3]٠ بقوله: ٠والسعيد قد يشقى٠ بأن يرتدّ بعد الإيمان نعوذ بالله من ذلك، ٠والشقيّ قد يسعد٠ بأن يؤمن بعد الكفر ٠والتغيّر٠[4]٠ يكون
[1] قوله: [في مشيئة الله تعالى] فمعنى الاستثناء حينئذ: ½أنا مؤمن كامل ناج إن شاء الله تعالى¼, ولا يخفى جوازه بل لا يجوز ترك الاستثناء. ١٢ "ن"
[2] قوله: [بناء على أنّ العبرة] يعني: أنّ الإيمان الحاصل في الخاتمة هو المنجي, والكفر الحاصل في الخاتمة هو المهلك, لا بمعنى أنّ إيمان الحال ليس بإيمان وكفره ليس بكفر, وما يحكى عنهم من أنّ السعيد من سعد في بطن أمّه والشقي من شقي في بطن أمّه, فمعناه أنّ من علم الله منه السعادة المعتبرة التي هي سعادة الموافاة, فهو لا يتغيّر إلى شقاوة الموافاة وبالعكس, وأنّ السعيد الذي يعتدّ بسعادته, من علم الله أن يختم له بالسعادة وكذا الشقاوة, كذا في "شرح المقاصد". ١٢
[3] قوله: [إبطال ذلك] حاصل هذا الإبطال أنّ المؤمن من قام به الإيمان, كما أنّ العالم من قام به العلم, والسعيد من قام به السعادة, والشقيّ من قام به الشقاوة, فلولم يعتبر إيمانه في حال حياته وصحّته تجري عليه أحكام الكافرين, واللازم باطل, فلا بدّ أن لا يختصّ بالخاتمة, بل حال الإنسان قد يتغيّر من الإيمان إلى الكفر ومن الكفر إلى الإيمان ومن الشقاوة إلى السعادة وبالعكس. ١٢ بعض الحواشي.
[4] قوله: [والتغيّر] جواب سؤال مقدّر, تقريره أنّ تغيّر السعادة والشقاوة محال؛ لأنه يوجب التغيّر في
الإسعاد والإشقاء, وهما من صفات الله تعالى, وتغيّرها محال. فأجابه بقوله: ½والتغيّر... إلخ¼. كذا في "النبراس". ١٢