عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

على السعادة والشقاوة دون الإسعاد٠[1]٠ والإشقاء وهما من صفات الله تعالى٠ لِمَا أنّ الإسعاد تكوين السعادة, والإشقاء تكوين الشقاوة. ٠ولا تغيّر على الله تعالى ولا على صفاته٠ لمَا مرّ من أنّ القديم لا يكون محلاًّ للحوادث، والحقّ أنه لا خلاف٠[2]٠ في المعنى؛ لأنه إن أريد بالإيمان والسعادة مجرّد حصول المعنى فهو حاصل في الحال، وإن أريد به ما يترتّب عليه النجاة والثمرات فهو في مشيئة الله تعالى لا قطع بحصوله في الحال، فمن قطع بالحصول أراد الأوّل ومن فوّض إلى المشيئة أراد الثاني. ٠وفي إرسال الرسل٠ جمع رسول على ½فعول¼ من الرسالة، وهي سفارة العبد بين الله تعالى وبين ذوي الألباب٠[3]٠


 



[1] قوله: [دون الإسعاد] بل العبد الواحد يتعلّق به الإسعاد مرّة والإشقاء مرّة بلا تغيّر فيهما, إنما يلزم التغيّر في التعلّق فقط. ١٢

[2] قوله: [لا خلاف] أي: بين الحنفيّة والشافعيّة. ١٢

[3] قوله: [ذوي الألباب... إلخ] أي: ذوي العقول وقد حقّق العلاّمة ابن حجر الهيتميّ قدّس سرّه في "الفتاوى الحديثيّة": أنه صلّى الله تعالى عليه وسلّم أرسل إلى جميع المخلوقات حتى الجمادات بأن ركّب فيها فهم وعقل مخصوص حتى عرفته وأمنت به واعترفت بفضله, ويتأيّد هذا بقوله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: ½وأرسلت إلى الخلق كافّة¼, ويمكن أن يقال: إنّ الشارح أراد من الرسالة الرسالة التبليغية, وإلاّ فالرسالة التشريفيّة عامّة لجميع الخلق, على ما أفاد سيّدي حافظ الملّة العلاّمة المفتي الشاه عبد العزيز قدّس سرّه مؤسّس الجامعة الأشرفيّة بمباركفور, في كتابه "العذاب الشديد لصاحب مقامع الحديد", لكن يظهر من كلام الشيخ أحمد رضا القادريّ أنّ جميع الخلق مكلّف بالإيمان بالله تعالى ورسالة نبيّنا صلّى الله تعالى عليه وسلّم, فعلى هذا التقدير الرسالة التبليغيّة أيضاً تكون عامّة لجميع الخلق. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388